أبو الحسن الوزير السياسي الأندلسي.. صاحب القلم الأعلى ذو الوزارتين

دعاء محمد عبد العال | مصر

هو أبو الحسن علي ابن محمد ابن سليمان ابن الجياب الأنصاري يكنى أبا الحسن وهو من أهل غرناطة ومن صدور أعيانها، وكتب في الحضرة النصيرية لستة من ملوكها، وقلده الوزارة السلطان أبو الحجاج يوسف كاتب وشاعر من أشهر كتاب الدولة النصيرية، (٦٧٣-٧٤٩ه، ١٢٧٤-١٣٤٩م) خدم عدداً من الأمراء النصيريين؛ فكتب لهم وترقى في المناصب وحاز من الثقة حتى صار رئيس كتاب الحضرة، وكان شيخ طلبة الأندلس في زمانه رواية وتحقيقا ومشاركة في كثير من العلوم والفنون، ووصف بأنه كان قائما على العربية إماما في الفرائض والحساب عارفا بالقراءات متبحرا في الأدب والتاريخ مشاركا في التصوف. وعليه تتلمذ لسان الدين بن الخطيب وزير الأندلس وكاتبها بعده. له ديوان شعر محفوظ في دار الكتب المصرية وفيه ما يدل على أنه من أصل الديوان الذي قال لسان الدين إنه صنعه. وأيضا له قصيدتان في كتابه” الكتيبة الكامنة”.
حاله – رحمه الله – كان قد امتطى من ديوان الإنشاء جواداً تقدم به مجليا، وغدا كل من تتم لهذه الطريقة له مصليا، وطلع في سماء الإحسان غيثا، وبرز في ميدان العلوم لينا، وفي تصريف الأفعال سيبويه، وفي علم اللغة يعفي أثر ابن در ستويه، وفي الصنعة البديعية والبيانية يوري بابن ممالك، وينسي مآثر ابن السكاك، وشعره وسط، وفهمه مرتبط، وهو عارف بأيام العرب ووقائعها، محصل لمآثرها وبدائعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى