بَيْنَ النبيَّة وَ الوَلّي
جوانا إحسان أبلحد – العراق – ملبورن/ استراليا
إلَّاكَ ولاغير.. والآتياتُ مِنْـكَ
رَهَـافَـة ٌ
وَ
رُقِـيٌّ
وَ
رَخَـاء..
أيا جدوى الواو وجَمَالِها لو عَـطَـفَـتْ على حُـلُمِي أكثرَ مِنْ رؤيا فردوسيَّـة لذيَّـاكَ العراق !
يا جواهرجـيَّـة الهَوَى هَلْ تُحبّينهُ أكثرَ مِنْي ؟
أتوَكَّـأ ذراعَكَ الحنطيَّة وأقول : أنتُّما الواحد الأحد..
كَمْ قُـبْـلـةٍ عَـجَـائِـبـيَّـة صنعتُ على جبينِ الوَطَن اليابس مِنْ خلالِ جبينكَ المُندَّى !
بَلْ نحنُ الـثَّـالـوثُ الصَّمَد، أنا وأنتَ والرُّوحُ القُدس !
الكُلُّ مِـنَّـا تَـألَّـهْ..
الواحدُ مِـنَّـا تَـوَلَّـهْ..
ياعراق الرُّوح القُدس، وكيفَ لا.. وأولُ روحٍ نُفِخَتْ مِنْ طينكَ !
ياعراق الرُّوح القُدس، وكيفَ لا.. وآخرُ روحٍ زُهِقَتْ على طينكَ !
يا جواهرجـيَّـة الهَوَى أنَّى لكِ يواقيتُ الـقُـبَـل ؟!
أتـواشَـجُ بثلاث هالاتٍ نورانـيَّـة حولَ رأسي وأقول :
هذا الأبهرُ يتدفَّـقُ بكُرياتِ الوَجْـدِ البيضاء، ثُمَّ تُساوِرُ اِحمرارَها بشريانِ لُقياكَ..
هَلْ عَرَفْتَ كيفَ أصقلُ يواقيتَ الـقُـبَـل..
تبرقُ عيناكَ وتقول :
بجاه الرافديْن أبتهلُ إليكِ بمَسْبَحَةٍ، أنْ تنفرطَ خرزاتُ قلادتكِ مِنْ قوَّةِ عِناقي !
تتجمَّرُ عينايَ وتقول :
بجاه الرافديْن أدعو عليكَ بقُـبْلَـةٍ، أنْ يذوبَ ثلجُ القُطب الشِّمالي بالتآلُفِ مَعَهَا !
فجأة، خبرٌ عاجلٌ بداخلي يقطعُ بثَّ الآياتِ إليكَ،
عاجل : قصيدة بمُستشفى الوَجْدَان المُريد تحتاجُ زُمرة دم جَوَى زائد !
يَنْصَهِرُ العابدُ والمعبود بـ نيرفانا الـقُـبَـل..
وأتدارَكُ العاجلَ بهذا المَزْمُور الرَّنيم..
نُواصِلُ التَّمَشِّي بأزقَّـةِ الرؤيا..
حتَّى نَصِلَ إلى ساحةِ التَّحرير..
وهُناكَ تنْحَسِرُ المسافةُ بَيْنَ المَلَكُوت والرَّهَبُوت !
وهُناكَ كُـلُّـكَ المجذوبُ يقول :
يا جواهرجـيَّـة الهَوَى، أحجارُ الشِّعرِ الكريمة تـتـبَـدَّى عليكِ..
هَلْ ليَّ أنْ أُداعِبَ ياقوتَ خدّيْكِ ؟
بَلْ توَشَّحْ بحافتِهِ الحمراء، لأنَّهُ رديفُ الياقوت الأحمر، وأعجَبْ !
هَلْ لي أنْ أتحسَّسَ زُمُرُّدَ قُرطيْكِ ؟
بَلْ رَفرِفْ بأجزائهِ الخضراء، لأنَّهُ شبيهُ الزُّمُرُّد الأخضر، وأثمَنْ !
هَلْ لي أنْ أتلمَّسَ كوارتز كَتِفيْكِ ؟
بَلْ اِمسَحْ دمعتَكَ بقطعتهِ البيضاء، لأنَّهُ قرينُ الكوارتز الأبيض، وأرهَفْ !
هَلْ لي أنْ أتمَلَّى عقيقَ عينيْكِ ؟
بَلْ رتِّـقْ الفَـتْـقَ بأطرافهِ السوداء، لأنَّهُ نظيرُ العقيق الأسود، وأعتى !
فجأة، سَقَطَ العَلَمُ مِنْ يدِكَ، ولَمْ تلحقْ أنْ تُنقِّبَ عَنْ أحجارِي الكريمة بمَنْجَمِ ألوانهِ..
قالوا : لفَّوكَ بهِ وشيَّعوكَ كَـآخر الأولياء إلى مَرْقَدِكَ..
قالوا : الدُّخان الذي تصَاعَدَ مِنْ صَدغِكَ تصيَّرَ بخوراً ثميناً على مَرْقَدِي..
:
33 / تشرين الثالث / ألفين وَ نبوءة