المعايير السميائية لتقطيع النصوص
بقلم: د. أسماء حمد
اللوحة للرسام الروسي اليكس شيلوف
يعتبر تقطيع النصوص عملية منهجية ناجعة للإحاطة بدلالات النص الظاهرة أو العميقة، ويخضع تقطيع النصوص السردية بصفة خاصة، سواء أكانت أدبية أو فنية أو عملية وغيرها لعدة معايير تساهم في تذليل الصعوبات التي قد يواجهها الدارس والناقد.
أهم المعايير التي يستند اليها الباحث لتقطيع النصوص بنيويا ودلاليا .
– المعيار البصري، يرتبط هذا المعيار بالجهاز الكتابي والطباعي الذي يظهر فوق الصفحة، ويقترن بكل العلامات الطيبوغرافية التي يتضمنها النص، كتقسيمه الى فقرات ثم الى جمل بعلامات ترقيم مختلفة، ويعدُّ معيارا طبيعيا ومؤشرا أوليا في عملية التقطيع.
– المعيار التركيبي، يستند هذا المعيار على تقطيع النصوص الى مجموعة من الروابط النحوية التي تساهم في تحقيق اتساق النص وانسجامه.
– المعيار الفضائي، يتمثل المعيار الفضائي في استعمال المؤشرات الزملنية والمكانية في تقطيع النصوص، وبالتالي يمكن للزمان والمكان أن يسهلا عملية القراءة والاستيعاب، وفهم النص فهما جيدا.
– المعيار العاملي، ويطلق عليه الفاعلي أو الشخوصي أو المعجمي أو الكلامي، لأنّ ظهور فاعل أو عامل أو شخصية في ساحة الأحداث، أو غيابها، فإنّ ذلك يساهم في تحديد المقاطع النصية بشكل مضبوط ودقيق.
– المعيار الدلالي، يعتبر هذا المعيار تحديدا للمقاطع النصية، وذلك بالتركيز على الأفكار الرئيسية ، وتقسيم المعطى الى وحدات معنوية دلالية ، وتحليل هذه الأفكار ومناقشتها.
– معيار التشاكل، ويعدّ هذا المعيار من أهم المعايير التي تساهم في تقطيع النصوص على مستوى الوحدة المعنوية، وخلق آثار الدلالة، وقد يكون التشاكل على مستوى الجملة أو على مستوى الخطاب أو على مستوى المضمون أو على مستوى الشكل التعبيري، وبهذا فالتشاكل يتمّ واقعيا عن طريق تراكم المقومات المعجمية والسياقية، بغية تحقيق وحدة النص .
– المعيار المناصي، وهو كل ما يتعلق بالنص الموازي من عناوين وهوامش واهداءات ومقتبسات ومقدمات وصور.. وحيثيات النشر وكلمات الغلاف الخارجي التي تعدّ عتبات موازية لتحديد المقاطع .
– معيار الاندماج وهو الاتصال، واللاندماج وهو الانفصال، من اهم المعايير السيميائية لتحديد المقاطع السردية، ويحتكم هذا المعيار الى مجموعة من المؤشرات الضمائرية والزمانية والمكانية التي تضيء النص .
– وهناك المعيار الايقاعي، الوزن والقافية وللازمة الشعرية، الى جاني المعيار الأسلوبي الذ يقوم بتحديد المقطع النصي، وذلك اثناء انتقال المبدع من أسلوب الى آخر في نصه ، وتعاقب الوصف والسرد والحوار .
ويلاحظ أنّ عملية تقطيع النصوص أهمية بالغة في مقاربةالنصوص، وفهمها وتطويق دلالاتها الملتبسة، وبناء معانيها الجزئية والكلية ، وترابطها عضويا وموضوعيا، فالتقطيع عملية أولية وخطوة اجرائية هامة عند أصحاب المذاهب الأدبية الحديثة