رسائل من الزنزانة.. ” إلى أميّ “

عبد الناصر صالح | طولكرم – فلسطين


ـ 1ـ
المَوْكِبُ المَوْعودُ شَقَّ طريقَهُ عَبْرَ البِحارْ
وَسَرى ..تُعانِقُهُ النَّسائِمُ والمَحارْ
ورأيتُ طَلْعَتَكِ النَّدِيَّةَ من بَعيدْ
مَثُلَتْ أَمامي مثلَ طَيْفٍ لا يَحيدْ..
أُمّاهُ يا لحنَ النّهارْ
هل تَسْمَعينْ؟
القَلبُ يَخْفُقُ والتَّشَوُّقُ والحَنينْ
أُمّاهُ لَيْتَكِ تَسْمَعينَ نِدائيَ المَلْهوفَ يَخْتَرِقُ الجِدارْ
يأتي إليكِ معَ الطُّيورِ الباكياتِ على الدِّيارْ
يأتي معَ المَطَرِ المُحلِّقِ فَوقَ أَطلالِ المَآسي والأَلَمْ
أُمّاهُ يا أَحلى نَغَمْ..
يا مَنْ خَلَقْتِ وُجوديَ المَشْهودَ من جَوْفِ العَدَمْ
كَبُرَ الأسيرُ وأبْرقَتْ عَيْناهْ..
وَهَفا الفؤادُ إلى الحَياهْ..
أمّاهُ هَلّلَتِ النجومُ على القِمَمْ.

ـ2ـ
عامٌ مَضى هل تَعرِفينْ ؟
جَحَدَتْ بِهِ الأيامُ وَجْهي
لمْ تَقُل: كيفَ السَّجينْ ؟
عامٌ مضى أُمّاهُ ليْتَكِ تَعرفينْ..
الدّمعُ يَلْهَثُ في العُيونْ
والقيدُ أَدْماني وفاضَتْ بي الشُّجونْ
أُمّاُهُ هل تَأتي النَّجاهْ ؟
أُمّاهُ وَجْهُكِ لا أراهْ..
عامٌ مَضى وصَفاءُ قَلْبكِ لا أراهْ
أُمّاهُ هل تأتي النَّجاهْ
دَجَتِ الحَياةُ .. وَجفَّ دمعيَ في الحَياهْ.

ـ3ـ
المَوْكِبُ المَوْعودُ شَقَّ طريقَهُ عَبْرَ البِحارْ
وَسَرى.. تعانِقُهُ النَّسائِمُ والمَحارْ
ظِلاّ ًيفوحُ بالانتصارْ
وَرسائلي رَكْبٌ سيَخترقُ الحِصارْ
أُمّاهُ يا لَحْنَ النَّهارْ
هل تسمَعينْ ؟
أنّاتِيَ الحَرّى بأَقْبِيةِ السُّجونْ
لا شيءَ غيرُ الليلِ والقيدِ الكبيرْ
وَمصائبِ الزّمنِ العَسيرْ..
سوْداءُ تَلْتَحِفُ المَنونْ
أُمّاهُ ليتكِ تَسمَعينْ/
القلبُ يَخْفُقُ والتشَّوُقُ والحَنينْ
لكنّني أُمّاهُ مَهْما طالَ سِجْني لن أهونْ
أُمّاهُ إني لنْ أَهونْ..
وَبَريقُ وَجْهِكِ في المآقي كالنّهارْ
كالموْجِ يَعْتَنِقُ المَحارْ..
لا.. لَنْ أَهونْ
فأنا وأَنتِ عَلى انْتِظارْ..
فأنا وأَنتِ على انْتِظارْ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى