لوعة غيابك

 اشتياق آل سيف | كاتبة سعودية

 

حين تكون بداية يومي عجز يعتري قواي و يكبل طاقتي و يعبث بإرادتي الفولاذية ، و أشعر أن كل ما حولي من خطط أضعها نصب عيني مذ أفتحهما على يوم جديد له انجازات أقاتل لتحقيقها فأراها أحياناً تتبعثر على صخرة الواقع الذي يذيب جزء كبير من طموحاتي .. لا تزال القيود تشل أقدامي عن التحرك و تكف يدي عن تناول ما أصبو له ، رغم أن عناق الحرية له أثره الذي لا يضاهيه أثر في الحياة ، و مع كل المنغصات في روتين الحياة الممل والذي قد تكدر صفو عيشه العراقيل التي نجعل الانسان يكبو على وجهه ، بسببها الا أنني أرفع رأسي كل حين بهمة جبال لا تنحني أبداً و أحتضن الغيوم بكل جوارحي و أجدد الأمل الذي يبث في أعماقي طاقة تغسل كل أدران اليأس الذي علق ببعض زوايا روحي و أحاول عبثاً أن تشرق شمس آمالي فتضيء ظلمتها كل الضفاف من اصقاع الدنيا الى كواكبها.

كان يوم أمس سيئاً في بعض أوقاته الا أن زيارة والدتي في آخر ساعات نهاره رفعت مستوى السعادة و بددت كل تشنجات ذلك اليوم ، فلا أحد أكثر قرباً منها لقلبي و ليس هناك من هو أقدر على اذابة كل أحزاني أكثر منها ، و برغم أنه انتهى بتعثر جهود مضنية الا أن الأماني بغدٍ أفضل كانت تداعب روحي فتنعش قواها و تشحذ عزيمتها ..

ثمة طيف جميل كلما تألق في خيالي شامخاً بجماله مزهواً بقوته الجسدية و النفسية متألقاً بحيوية مفعمة بحس مرح يملأ قلوب من أحبهم بهجة و سعادة و يستل كل آلامهم و يخفف تلك المعاناة التي لا تتلاشى دون وجوده البهي ..

يشدني شوقي اليه و يستنزف الحنين كل ارادتي . تبعثرني اللهفة الى احتضانه فأقف عاجزة بين استحالة الحياة دون أن يتخلل كل تفاصيل يومي و بين صعوبة الوصول اليه فهو كالشمس التي تمدني بالدفء و الضياء مهما كانت بعيدة أو تحجبها كتل الغيوم . أحياناً أشعر اني لا اقوى على التحديق في قرصها الذهبي و احياناً أخرى أذوب بين يدي سلطانها الآسر .. لكن الحياة لن تستقيم لي دون وجوده الذي يحيي قلبي و ينعش روحي و يزيدني بهجة و انشراح ..

رفقاً بقلبي الذي لا ينبض الا بإسمك و لا يعشق طيفاً اجمل من رسمك و لا تبتسم له الدنيا الا من خلال أروع بهجة في الدنيا و هي بهجة حضورك ..

و لن تقف كلماتي عند حد النهاية اليك .. و أبقى أحبك الى الأبد أقتات على ذكريات وجودك قبل أن تفارقني و أقلب صفحات تاريخك المجيد وقد كان معي مشرقا مذ كنت نبضاً زرع في أضلعي ثم أصبحت روحاً كنسمة تنمو بين قلبي و روحي و أمام ناظري .. و حين غاب طيفك أقسمت أني سأبقى قلعة الصبر التي لا تنكس رايتها خذلان الأزمات حتى نلتقي حين تدركنا رحمة الله لمن أحسن به الظن .. و حتى ألقاك يا روعة حياتي و أشهى ثمار عمري أبقى على ذكراك و من دعواتي لا أنساك .

______
منتدى النورس الثقافي الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى