ثلاث قصائد صوفيّة

أديب كمال الدين | شاعر عراقي يقيم في أستراليا – اديلايد

* كم بلغَ حُبّكَ له؟

*************

قالَ لي حرفي:

كم بلغَ حُبّكَ له؟

قلتُ: كيفَ أصفُ ما لا يُوصَف

وكيفَ أضربُ مثلاً

لحُبِّ مَن ليسَ كمِثْلِهِ شيء؟

قالَ: أرجوك!

قلتُ: أظنُّ أنَّ قلبي

لا ينبضُ إلّا حينَ يذكرُ اسمَه،

وأنَّ دمعتي الحرّى فاضتْ

حتّى بلّلتْ لحيةَ يعقوب

وهو يبكي يوسفَ ليلَ نهار.

 

* اثنان

*******

قالَ لي حرفي:

مَن هلكَ في حُبِّ القائلِ للشيء كن فيكون؟

قلتُ: هلكَ اثنان

رجلٌ لم تكنْ في يدهِ أصابع

فلم يطرق الباب

ولم يعرفْ أنّ بإمكانه أن يؤشّرَ من بعيد

لتنفتحَ لهُ الباب.

ورجلٌ أخذتهُ العزّة بالاستعارة

فتصوّرها قصيدةً يكتبُها كما يشاء

لا كما يشاءُ الذي يقولُ للشيء كن فيكون.

 

* قلب من نور

*************

قالَ لي حرفي:

حينَ أُلقِي إبراهيم في النّار

فهل عرفَ لغتَها؟

قلتُ: لا.

قالَ: فكيفَ نجا؟

قلتُ: أنجاهُ الذي يقولُ للشيء كن فيكون.

قالَ حرفي: ربّما عرفَ الكاف

بعدَ أن خرجَ من اللهيبِ سليماً؟

قلتُ: بل ربّما عرفَ النّون

إذ لم يعدْ مُحتاجاً للقمرِ ولا للشمس،

لم يعدْ مُحتاجاً للاطمئنان

بعدَ أن منحتهُ النّارُ قلباً من نور.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى