الشيخ د. واصف البكري.. رمز مقدسي صعد في سماء القدس كالنجم الساطع
محمد زحايكة | القدس – فلسطين
بدأت معرفتي بالشيخ د. واصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس الشريف فور إطلاق عبارته الشهيرة ضد البوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى في تموز 2017 عندما هتف ” لن ندخل من هذه البوابات “.. ” ولن ندخل الا بكرامتنا مرفوعي الراس ” ، لتكون الشرارة التي أشعلت القدس وفلسطين والعالم والتف حولها أصحاب العمائم الشريفة سماحة المفتي محمد حسين وشيوخ الأقصى البارزين الشيخ عكرمة صبري والشيخ عبد العظيم سلهب والشيخ عمر الكسواني والشيخ يوسف ابو اسنينة وغيرهم من رجالات الأقصى والأوقاف .
وعندما التقى الصاحب عن قرب بالشيخ د. واصف البكري في المحكمة الشرعية وأجرى معه بعض الأحاديث الصحفية وجده مثالا للعالم ورجل الدين المتفهم والواعي لمقتضيات العصر ومتطلباته والحامل لمفاهيم الدين الصحيح وجوهره المتسامح والقائم على العدل والمحبة وخدمة الإنسان ، فالدين المعاملة والأخلاق الحميدة الى جانب العبادات وتقوى الله ومخافته في السر والعلن . كما لمس الصاحب روحا شبابية تتبدى في شخصيته وتطبعها بطابع التعاطي مع احتياجات الشباب بنوع من الذكاء وتحبيب الجيل الشاب بتعاليم دينه دون فرض او قهر وإنما من خلال الاقتداء الصحيح والأسوة الحسنة بنماذج إسلامية تمشي على الأرض . وظهر هذا الملمح في شخصية الشيخ واصف خلال محاضرة أمام فتيات يافعات نظمت في قاعة مركز يبوس الثقافي سينما القدس سابقا وخطابه السهل البسيط المستند على فهم عميق لهواجس ومشاعر الشبيبة واحلامهم وطموحاتهم الدينية والدنيوية وما يجول بخواطر ربما بعض الشابات عن فارس الأحلام الذي يأتي على حصان ابيض او الشاب الوسيم ال ” كيوت ” cute باللغة الإنجليزية كما لفظها سماحة الشيخ بأسلوبه المحبب الجميل .
وادرك الصاحب طبيعة هذه الروح العصرية التي تهيمن على شخصية هذا العالم ورجل الدين المسلم وكذلك من خلال كلمة له في احد المنتديات والفعاليات التي عقدت في مركز نوتردام في القدس وإصراره على تعليم بناته ما يرغبن او يبدعن فيه من مهن العصر الحديث طالما أحببنه وتفوفن فيه واستخدمنه بطبيعة الحال في خدمة اوطانهن وشعوبهن .
ويتحلى الشيخ واصف بخصال حميدة من التواضع والابتسامة المرسومة على شفتيه وكلامه الذي ينزل كالعسل على قلوب مستمعيه وكذلك تميزه بالدقة في إطلاق التصريحات الصحفية والابتعاد عن التهويلات والمبالغات وعدم الخوض في أية قضية الا في وقتها المناسب وكأنه يعمل وفق قاعدة ” كل شيء في وقته حلو ” وهذا ما تجلى في عمله الدائب لتنفيذ خطة اصدار جوازات السفر الاردنية للمقدسيين من مدينتهم القدس والتي كانت ضربة معلم ووفرت الكثير من المجهود والتعب والمعاناة والمصاريف والتكاليف النازفة وما زال يسعى لتحقيق المزيد من المكتسبات لهم في هذا المجال الحيوي الذي يمس صميم حياتهم اليومية.
وعندما اتحدث عن د. البكري في هذه العجالة السريعة التي لا تحيط الا بالنزر اليسير من عطائه وشخصيته المحببة الدمثة وهي لا تمثل سوى جزئية صغيرة من تجربتي المتواضعة البعيدة كل البعد عن الإلمام والاحاطة بهذه الشخصية الواقعية بكل جوانبها الثرية ومسيرتها الغنية بالإنجازات الكثيرة والتي تعمل بهدوء ومثابرة على خدمة القدس وأهلها بهدف تثبيتهم على ارضهم وتعزيز صمودهم في مدينتهم الخالدة .
الشيخ د. واصف البكري مثال حي يمشي على الأرض لرجل الدين الذي ينغمس بكليته في شؤون مواطنيه ويتلمس معاناتهم ساعيا ما امكنه الى تقديم الخدمات لهم بأفضل صورة ممكنة وبطريقة فعالة وجذابة بعيدا عن البيروقراطية القاتلة والإهمال والتسيب وعدم الاصغاء الى نبض الناس البسطاء .
كل الاحترام والتقدير لهذه الشخصية المقدسية التي استحقت لقب احد رموز القدس والاقصى عن جدارة واستحقاق دون البحث عن الشهرة او السعي وراء أمجاد زائفة. مع خالص محبتنا لشيخنا البكري الصديقي على رأي حبيب الشعب حازم زكي البكري الصديقي المقدسي .