مَا أنَا بقارىءٍ لكمْ

رياض ناصر نوري | سوريا 


أعترفُ أمامَكمْ :
لمْ تعدْ لي رغبةٌ أنْ أقرأََ ما تكتبونْ ..
فأنتمُ لمْ تكتبُوا
عنْ حالةِ الطقسِ
ولاعنْ أسبابِ تأخُّرِالغيثِ
عن عدمِ ظهورِ ورودٍ حمراءَ
فوقَ شاهداتِ القبورْ ..
عن مكالمةِ حبٍّ بينَ عَاشقينِ
عالقةٍ منذُ سنينَ
في أعمدةِ الهاتفِ المنهارهْ .
لم تكتبوا عن أعدادِ المشيِّعينَ
في جنازةِ تلكَ العصفورةِ
التي وُجِدَتْ مَيْتةً أسفلَ جذعِ نخلةٍ ..
وقُيِّدتِ الْحالةُ (ضدَّ جوعْ)
لم تكتبوا بيانًا مُقتضبًا
عنْ الراعي
الذي تقاسمَ النعجة معَ الذئبْ
وكسرَالمزمارَ
احْتفاءً باغتيالِ كلب الحراسهْ .
لم تعدْ لي رغبةٌ أنْ أقرأَ ماتكتبون ..
بالخطِّ الكوفيِّ المزخرفِ
على أبوابِ المساجدِ والمقاهي
وصناديقِ الإغاثهْ
أنْ : تباعدُوا … تباعدُوا
فالوباءُ قادمٌ .
وماعُدْتُ أقرأُ كذلك
الأخبارَ العاجلهْ
التي تنشرونَها بإضافةِ حرفِ(الواو)
عنْ تصادمِ صرختين في السوقْ
وماخلفتْهُ من خدوشٍ في العيونْ .
أخيرًا ، أعترفُ أمامَكمْ
أنني لا أقرأُ ماتكتبونَ
في أعمدةِ الكلماتِ المتقاطعهْ
عنْ أضواءِ كواكبَ بعيدةٍ قادمة
وسباقِها منذُ آلافِ السنينَ ..
حتى اليومْ
وأَيُّها سيفوزُ بجائزةِ الوصولِ إلى الأرضْ
وفي أيِّ حارةٍ ستنامْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى