الأديبة قمر عبد الرحمن: العنوسة في أفكار المجتمع وليس بالأنثى
تقرير : عبير حمد – مؤسسة الإبداع الفلسطيني الدولية
الشّاعرة والكاتبة الإعلاميّة قمر عبد الرحمن، من مواليد مدينة الخليل (1989)، حاصلة على شهادة في الصّحافة والإعلام من جامعة الخليل، وبكالوريوس اقتصاد وعلوم إداريّة من جامعة القدس المفتوحة بتقدير امتياز، لديها العديد من شهادات الخبرة في مجال التّصوير والإعلام، عملت في الإذاعات المحليّة كمقدّمة برامج، وعملت كمتطوعة لسنوات عدة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيّ.
كان للإعلامية قمر دور هام في تسليط الضوءعلى معاناة الأسرى في زنازين الاحتلال المظلمة ونشر كتاباتهم، ضمن مبادرة “الأسير الفلسطينيّ يكتب” لتصل إليهم وإلى العالم أجمع بصوت قمر عن طريق نصوص مسجّلة تبثّ عبر برنامجها الإذاعيّ “وتر النّصر” الذي يعنى بالجانب الإبداعيّ والتّعليميّ للأسرى الفلسطينيّين داخل السّجون من خلال قناة قمر عبد الرحمن عاليوتيوب، بالإضافة لبرنامج “هل تسمع صدى الوجع؟” الذي يعنى بالجانب الإنسانيّ للأسرى المرضى والتركيز على معاناتهم في السّجون بسبب الإهمال الطبيّ والتّهميش المتعمّد.
كما تألّقت بشعرها النثريّ في ديوانها “رشفة حقيقة” وبشعر الهايكو “صلاة الدموع” وكتاب “بين كلمتين” وسردها الوجدانيّ في “رسائل قمر عبد الرحمن” بإضافة لمجموعتين شعريّتين، الأولى صادرة عن ديوان العرب للنّشر والتّوزيع عام (2019) في مصر، والثّانية ضمن كتاب “أنطولوجيا قصائد الهايكو العربيّة” عام (2019) في لندن.
وعن تجربتها في كتابة القصة القصيرة تقول الأديبة قمر: بدايتي كانت من خلال قصة كتبتها بطريقة عادية وبسيطة لأكتب فيما بعد على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وبتشجيع من الأهل والأصدقاء بدأت أكتب الخواطر القصيرة إلى أن كتبت قصة “القاتل البريء” ونشرت ضمن موسوعة الجياد عام (2020 )في عمّان. وهناك قصّة تحت الطّبع بعنوان “العجوز العذراء”.
وضعت الكاتبة قمر أقدامها على أولى درجات السّلم الرّوائي من خلال رواية “كوفيد الأحلام” الصادرة عن دار الرّعاة للنّشر والتّوزيع في رام الله ودار جسور الثّقافية في عمَّان عام (2021) حيث اختارت مدينة الخليل مسرحًا للرّواية، فتناولت العديد من القضايا الاجتماعيّة، ومنها النّظرة السّلبية للأنثى وتسميتها عانس في حال تأخّر زواجها، بينما ترى أنّ العنوسة في أفكار المجتمع وليس بالأنثى، فالرّواية أخذت المنحى الاجتماعيّ الواقعيّ ولم تلجأ إلى الخيال والتّعقيد. فالكاتبة قمر تحمل رسالة وطنيّة واجتماعيّة رغم كلّ الضّغوط التي تعرّضت لها، ومثّلت واقع غالبيّة المجتمع الفلسطينيّ الواقع تحت قيود الإحتلال من جهة والعادات والتّقاليد من جهة أخرى.
وتمنّت الأدبية قمر عبد الرحمن، أن يبقى برنامجَيها “وتر النصر” و”هل تسمع صدى الوجع؟” منارة لكلّ الأسرى والأسيرات وان ترتقى بقضيتهم حتى النصر القريب وبذل كل الجهود ليصل الشّعر والأدب لكلّ بيت وفي كلّ المناسبات حتى يستطيع الجميع تذوّق اللّغة وألا يقتصر الأمر على محيط الأدباء والشّعراء وأمسياتهم وندواتهم الثّقافيّة.
كما أكدت على ضرورة أن يتبنّى المثقّفون كافة موقفًا حقيقيًا تجاه قضيّتنا الفلسطينيّة العادلة من أجل مواجهة التّهميش الكبير والمتعمّد للقضيّة وللشّعب الفلسطينيّ.