عهد الشامي الفلسطيني
أحمد برقاوي | أكاديمي وفلسفي وأديب فلسطيني
وتسألني:
أموسم الهجرة هذا الرحيل يا أيها الجناح الطليق؟
لا.. ما هجرتي وعودتي بهجرة الطير شتاءً وربيعاً
فلست أدري زمن الغياب ولا زمن الإياب.
اللاجئ الحر سرب وحده
حائر في الفضاء
يحمل في قلبه كل العيون التي
كتبت سيرته على أرصفة الإنتظار
وحانات الصعاليك
وقاعات القول الرجيم
ويمضي إلى ما يريد وإلى ما لا يريد .
ويكتب عهداً:
أنا اللاجئ المؤقت القادم من بلاد يحكمها الطغاة
ويحتلها الغزاة
اعترف بكل ما أملك من حزن حنين وآمال وقوة الروح
بأن لا مكان لي على هذه الأرض إلا أرض الشآم من غزة إلى إنطاكية
وإني متى ما رحل إله الموت المولود من مستنقع التاريخ
سأعود دون أن أترك ظلا ورائي.
أجلس بالقرب من نافذة الأمل المدمى
أطل على السماء الغريبة والقمر الشاحب
وأصيخ السمع لصوت الريح علها تحمل إلي النبأ العظيم.
أنا يا دمشق – يا إرم ذات العماد
ويا قدس قلب أسند ظهره على روح الحياة
السارية في الشام المقدسة في انتظار الغامض
أشق الدروب إليها صامتا، صارخاً ،حجراً قوي النفس منتصبا
تحت شمس الحب الحارقة.
أنا يا سراق الزمان والمكان
أيتها الضباع الآتية من سراديب كهوف التاريخ الوسخة
أنا لا أدري في أي أرض أموت
لكني أعرف بأني أنا الشامي الفلسطيني
سأعيش إلى الأبد خالداً في بلاد الزيتون الياسمين.