الحل الأمثل للقضية الفلسطينية
د. أحمد نسيم برقاوي
إن أفضل حل جذري للقضية الفلسطينية هو تخلي اليهود عن أوهامهم وخرافاتهم الدينية التي لا أساس واقعياً لها،والعودة إلى البلدان التي أتوا منها إلينا أو البقاء في ديارنا دون دولة.فالتعايش مع دولة جماعة غريبة الوجه واليد واللسان محتلة لوطن شعبه معلوم وعائش فيه منذ مئات السنين وهو جزء لا يتجزء من حضارة الوطن العربي وثقافته ،-التعايش مع هذه الجماعة،ضرب من المستحيل.والدليل على ذلك فإنه ليس هناك صراع يستمر قرناً من الزمان ومازال مستمراً. أو أن يكون هناك اندماج لليهود في المجتمع العربي دون دولة شأنهم شأن الأقوام التي قدمت إلى العربية واندمجت مع العرب واحتفظت ببعض سماتها الثقافية. والقوة العسكرية ليست أداة استقرار مجتمع،والشعور بالخطر الدائم من أهل الأرض يلغي معنى الحياة الطبيعية.والبقاء في قلب عالم حقل ثقافي -جغرافي متجانس -وأنت غير منتم إليه ضرب من المستحيل. إن أساطير الجماعات ثقافة جميلة وممتعة لكن لا يمكنها أن تكون أساساً لتكوين الدول في عالمنا المعاصر. إن الغباء الاجتماعي للحركة الصهيونية واللاسامية الأوربية اشتركا في ولادة ظاهرة غير قابلة للحياة. بل ولو إن اليهود القادمين من دول شتى إلى فلسطين جاؤوا دون أيديولوجيا، وبمعرفة بخبث اللاسامية،لو إن هؤلاء اليهود استغلوا ثقافة المنطقة القائمة على اعتراف المسيحية والإسلام بأن اليهودية كدين سماوي،وعلى الاعتراف بكل الشخصيات المتوهمة في التاريخ اليهودي على إنهم أنبياء من الإله ،وإن اسماء كابراهيم وموسى وداوود وإسحق الخ هي أسماء عدد كبير من العرب المسلمين والمسيحيين،لو إن هؤلاء اليهود اقتنصوا هذا الإرث الثقافي الديني العربي لكانوا جزءً لا يتجزأ من بنية المنطقة. والدليل بأن يهود العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس والمغرب الخ كانوا جزءً من النسيج السكاني للمنطقة دون أي تمييز.وكان منهم سياسيون ومفكرون وأعضاء برلمانات ومؤرخون ورجال أعمال وحرفة وسكان مدن. مرة أخرى إن أخطر ظاهرة على الحياة تكمن في تحول الأساطير الدينية إلى أيديولوجيات سياسية،وتأسيس العصبية السياسة عليها،وتكوين الدويلات استناداً إليها. إن ما أطرحه هو المنطقي الواقعي الذي سيكون حتماً .متى وكيف ؟أنا لا أدري.