تَقَصَّيتُ عِطرَكِ
سائد أبو عبيد| فلسطين
اللوحة: ريتشارد ميللر
أُتعِبتُ مِنْ وجَعٍ في المَسافَةِ
ما زالَ فيها حضورُ الغِيابِ طويلًا
فيسكنُني البَحثُ
يَعصِفُ بي
مِنْ هنا رُبَّما تبسِطُ الشَّمسُ عسجَدَها
كُلَّما شَدَّني الشَّوقُ
أَدْرَكتُ خَطْبَ الهوى
قبلَ أَنْ تلتقي بالحبيبةِ لا بُدَّ من تَعَبٍ في الرَّحيلْ
أُوَثِّقُ في سَفَري طيفَها
والعناوينَ في مُدُنٍ لمْ يَمُتْ ماؤُها..
كِدتُ أنسى تقاسيمَ وجهي
فليلي يُلَوِّثُني بالسَّوادِ
ويعطِبُ ضوءَ المَرايا بعيني
أحُثُّ القناديلَ في قَدِّها أنْ تحفَّ المَدى
كي أَراني
بها مِنْ ثَباتِ الأَغاني
نِداءُ الإِلهِ على صدرِها..
نوتةٌ عندَ أَجراسِها
شَغَفُ البَّحرِ في مَوجِهِ
والعنادلُ عندَ المواعيدِ ترنو
وسبعُ صبايا يُمَسِّدنَ أَوتارَ قيثارةٍ من رحيقِ الجليلْ
كثيفٌ هو الموتُ في وطني
والأناشيدُ أكثرْ
بِيَ العِشقُ أوضحُ مِنْ قتلِهمْ للحياةِ
وأجرأُ مِنْ طلقةٍ في النِّداءِ
أَنا مَنْ يغني وحولي الحمامُ
الدويريُّ في رقصهِ في العَرَاءِ
النَّوارسُ في همهماتِ البقاءِ
وملحتُ صوتَ الحواري بصوتي
وشاغفتُ نافذةً في البيوتِ التي رُغمَ رِجْسِ الغزاةِ تُصلي
إلى غَدِهمْ يَخرجُ العاشِقونَ
شهيدٌ يُلَزِّجُ أَقمارَهُ
يهتِفُ الوردُ في دَمِهِ
والحشودُ التي تقتفيهِ بكسرِ العتومِ
ليرقى النَّهارُ إلى غَدِهِ
إلى غَدِهِمْ يَصعَدُ العاشقونَ
فيوسُفُ في سجنِهِ يملأُ الحلمَ قمحًا
يماماتُهُ في انتظارٍ على مشرَبِ البئرِ
ناغينَهُ فاعبرْ الليلَ
واملأ بأقداحِنا شربةَ من ينابيعِنا
تحتَ جِذعِ النَّخيلْ
إلى غدِهِمْ يكتبُ العاشقونَ
سيُكسَرُ من وجهِنا ليلُنا
والرُّحيلُ الطَّويلْ