دُروبُ الحكمةِ و الإبداع
علي موللا نعسان | سوريا – النرويج
هذه القصيدة عبارة عن دراما تصويرية شعرية وفانتازيا تشويقية ذات طابع اجتماعي فلسفي مفعم بالتشويق الحسي التاريخي والمستمد من شخصيات دينية ،فلسفية وإنسانية تحظى بالشكيمة الأخلاقية والمعرفية في متون الذاكرة البشرية والتي تتسم بالتخيل الإبداعي لمواقف إنسانية رومانسية، فكرية وفلسفية ذات إرهاصات ترفل بالعزيمة والصبر تجاه ظروف الحياة والمجتمع الإنساني المتسربل بفكرةالتشبث بأرض الوطن وتراث الآباء و الأجداد وجموح الفكر الحضاري العاصف والممزوج بإحساس النقاء والطهر في استمرار متحفز للثبات على قيم الأخلاق و عبقرية الفكر المبدع والحكمة الرشيدة في إرساء حقيقة الوجدان والوجود على ضوء منارة الأخلاق والمعرفة التي نسعى إليها جاهدين في إضفاء غايات نبيلة تحقق السعادة و الأمان و الازدهار
اللوحة الفنية لابنة الشاعر رنيم موللا نعسان
في وَهْدةِ الجوِّ الحَصيفِ المُرتَجى
نَمَتْ بِعُقرِ الدارِ أقْدارُ السُّوى
^^^^
و قد أطلَّتْ مِنْ حِجا أرضِ الشَّرى
و أجحدَتْ في درْبها عَزماً خوى
^^^^
و هاجرتْ في طُهرِ عَقْلٍ ماجِدٍ
و أشهدَتْ في سَعْفِها وَعْظاً هوى
^^^^
حَثّّ الخُطى في لهفةٍ عبر الفِدى
في دحرِ ظلماتٍ مضتْ عَبْرَ الشَّوى
^^^^
و قَدْ تَجَلَّتْ في وَدىً خافتْهُ قُرىً
أضحتْ على جأشٍ وعى ما يُكْتوى
^^^^
فَرُحْتُ نَحْوَ الطُّورِ أجاري ما جرى
على تُرابِ الشَّجْبِ فيما يُهتوى
^^^^
و قدْ جَلَتْ روحي عُرىً حابَتْ رؤى
حُلْمٍ تراءى يَقْتَفي ما يُقْتَوى
^^^^
و رُمتُ بالفِكْرِ الصَّفيِّ المنتقى
كرامةً لاحَتْ عَلى سِفْرِ الصُّوى
^^^^
فاقتادَ وَجْدي شَغَفٌ أهدى النُّهى
في حكمةٍ صَبْراً شكا غَدْرَ النَّوى
^^^^
و الشوقُ زكَّى موْطِناً قد حابهُ
كما جموحُ الوَعْدِ قدْ لاسَ الهَوى
^^^^
هرعتُ في لثمِ الجدا أعْطي الوفا
قوتاً على صِدْقٍ يُساجي ما دوى
^^^^
و قد سَرَتْ روحُ السُّها ملتاعةً
تقتادُ وَجْهاً عازِماً في ما نوى
^^^^
تهذِّبُ الأجفانَ في غمزٍ قَنا
إرعاسُها وَجْفاً شبا ما قدْ روى
^^^^
فَأوشجتْ صدراً عراهُ رونقٌ
قد جادَهُ رعشٌ أصابَ المُلتوى
^^^^
مضيتُ في دربِ الهُدى مذْ شاقني
أمْرٌ يُواسي في الضُّحى همَّاً أوى
^^^^
أوامق الإبداعَ في حقلِ الرِّضا
إذ شاكني قهرٌ دَهى مسعى القُوى
^^^^
و سِرْتُ نحو الحقِّ أبغي نُصْحَهُ
أين ترابُ الرُّشدِ من لحدٍ ثوى ؟
^^^^
ضوءٌ أعزَّ الشمسَ في أرضِ الحِمى
سبحانَ من أعطى البرى إرْثاً غوى
^^^^
و مِنْ جنى شأوٍ رعى ما حاسَهُ
عِطْرُ المُنى شوقاً إلى ما يُعْتوى
^^^^
في كَرْمِ عَدْلٍ قد درى ما حاطَهُ
من غفلةِ الأذْهانِ عن ساحِ السُّوى
^^^^
إذ أنَّ عينَ اللهِ قد ساقَتْ منىً
عبرَ السَّما للقلبِ طُهراً ارتوى
^^^^
فأغْدَقَتْ كُحْلاً على عينٍ هبَتْ
جودَ المساعي مُهجَةً لا تُنزوى
^^^^
أجفانُها قد عالجتْ في ظَرْفِها
درءَ القذى عن كل فَضْلٍ يُنتَوى
^^^^
إذْ ناشَدَتْ عبرَ الدُّجى جُهْداً سقى
حُلوَ الخلا في مبسَمٍ لا يُختَوى
^^^^
زاغت عن الأحلامِ روحٌ حاصَرَتْ
سهمَ الردى في مشهدٍ عما دوى
^^^^
تُعَطِّلُ الرَّعي السقيمِ المقْتَدى
عبر البِلادِ في عصا تبغي السُّوى
^^^^
إذ حاسَ إرهاصاتِها خَرْقٌ عثا
تَصَدُّعاً في عقرِ أعتابِ اللِّوى
^^^^
خيامُ هجرٍ في الفيافي شاطرتْ
مشاعراً قد هاجها لغْزُ الطَّوى
^^^^
و حبْلُ أوتادٍ سعتْ في حُظْوةٍ
تضفي شعوراً ينتقي ما يُحْتَوى
^^^^
على قَنا الإبداعِ في روضٍ رعى
عبرَ المدى عقلاً جنى ما يُرتوى
^^^^
و سارَ بين الناسِ يهدي حِكمةً
قد قادها نبض النُّهى في ما هوى