صمت
سامية ياسين شاهين | فلسطين
اللوحة للفنان المصري محمد رضوان
أهذا الصّمتُ قُهْقِر ؟
خلفَ الغمامٍ وَالمدى
ضاقَ احتِمالُ الأسئلة
شلَّالُ صمتٍ فُجِّر
عن أيِّ شيْءٍ كُلٌِّم
عن زَلْزَلةٍ بين الضُّلوعِ
بُركانُ نارٍ هائجٍ
قَعرُ الخنادقِ حُجِّر
وَالزَّاحفاتُ تَرهَصُ
في الغابِرَاتِ قابِعَةً
قوافلُ من الرُّضَمِ
فوقَ الخدودِ حُفِّر
سَكَنَ الخريفُ في الدَّمِ
فيه الرِّياحُ صَرْصَراً
قِططٌ تَموءُ في المساءِ
انينُ بردٍ اوْغَلْ
كيفَ الرُّجوعُ لِصِبا
زِنزانَةِ جوْفِ القَديدِ
وَالقلبُ صارَ مَقبَرَةً
بَحَثْتُ في قَيْضِ الهوى
عن سُؤْدَدِ نُوَّارِهِ
فَمُ الحرِّيَةِ أرهَرَ
عَبَثَ النَّوى في العُروَةِ
هذا
النَّظيرُ صَبْرَةُ أيُّوبٍ فيها
أصبِرُ
قد تاهَ العُمرُ في الفَلاةِ
بينَ الرِّمالِ أوْغَرَ
فاهُ الدُّجى صوْبَ َالحبيبِ
يُناجي الرَّوْضَ وَالهَوى
أوَّاهُ من سُقْمِ الذِّئابِ
الحُلْمُ باتَ مَشْأمَةٌ
كُلُّ الحكايا غادَرَتْ
وَرَدهَةٌ
تَتَأوَّهُ
وَالدّمعُ
فيها يَضْرَعُ مَنْ لي سِواهُ
مَرحَمَةٌ
كُلُّ المَرايا صاخبَةٌ
عِكاسُها مَرجُ الحنينِ
حدودُها مُيَتَّمَةٌ
اسطورَةٌ على الجبينِ
تاريخُها مُسطَّر
باتَ السُّؤالُ حائراً
جيشُ الخلودِ قادمٌ
صيفُ الكُرومِ يُعصَرُ
وَالسُّنبُلاتُ في الحشا
تُرَدِّدُ
شُبَّاكَ شَمْسي أصفَر
ألِمَنْ في مُزْنِ السَّماءِ
يَمامُ الشَّرقِ عائدٌ ؟!
أَمِ القوافي غَرَّدَتْ
وعسجَدًا على الأكُفِّ
لا تَرحَلي لا تَرحَلي
في كلِّ شِبْرٍ نَمتَطي ذاكَ
الثَّرى قُرُنْفُلَ طيبِ
النَّبيِّ مُعطَّرٌ والكعبُ
صارَ أخضَر !!