نُبوءاتُ الزّمن المُقبل
عبد الناصر صالح – طولكرم | فلسطين
( إلى ماجد أبو شرار في ذكراه الأربعين )
ـ1ـ
يتدفّقُ في شريانِ القلبِ الصاخبِ إيقاع الرّغبةِ،
والعالم يطرح فوق بساط الليل نبوءته
أنفعل بصوتِ القادمِ من غابات الشّهوةِ
يبتهل إلى الزمن المجهولِ
يغطّيه ضباب العمر المتروكِ
كبيتٍ مقفر
عيناهُ تضجّان بأعراسِ الميلاد الثّوريةِ
……….
……….
ها إنّ الوقت تأخّرَ
واللحظات المرّةُ تكشف عن وحشتها
والقادم لا يحمل بين يديه حبيبتهُ،
لا يذكر اسم حبيبته
ـ2ـ
قال الراوي: سيجيء إليكم من أقصى الحزن نبيُّ
يتوزّع فيكم كالدمّ خلايا،
يوعدكم بسنيّ الفرح المفعم بالأشواقِ
ويسبقكم كالظلّ
ـ3ـ
قال الراوي: والقادم لا يحمل إسما شخصياً
أو رقم هوية.
لكن عيون الفقراء ستعرفه
وتشاركه طاقات المرحلة الحرجة.
ـ4ـ
يرتفع عويل الساعات الأولى المسكونة،
حدّقت بزرقة ماء البحر
فأعياني التحديقُ
وأثقلني صمتي،
والقادم ينتشر على وجهي ورداً أخضر
يُمطرني بشعاع الرغبة
ـ5ـ
أنّى أدخل بوابة هذا العصر الساديّ
وأبتكر مواعيداً للعشقِ؟
فقلبي مرهونٌ للعشقِ
قلبي مئذنةٌ للعشق الفاتح أجواء النور،
فلماذا ترفضني الأشجار / البحرُ
عصافير الجبل / خلايا الرمل
وتنكرني عاشقتي؟
ها إني أمتزج كما الألوان بجسم الغربةِ
أغتسل بدمعي
أتساقط كالأوراقِ الصفراءِ على أرض الغربة.
ـ6ـ
قال الراوي: ستموت بعشقكَ،
أو تحترق من العشقِ
فما أنت سوى جسرٍ خشبّيٍ
مهترئ الأطراف
ولا يذكره الزمن المقبلْ.
ـ7ـ
قال الراوي: ستموت إذن، أو تحترق من العشق،
ولا يسعفك القدر المحتوم عليكَ
ولا يرحمك الربّ المالكُ،
مرسوم الرحمة
ـ8ـ
سأموت إذن، لا حبَّ بلا موتٍ، لا ميلاد.
ـ9ـ
يا أزهار الرمّان المتسلّقة جراحي
يا أروقة العمر المتشبثّة بقلبي،
ما كنت نبيّاً ينذر بسنيّ القحط
وجوع الفقراء.
لكنّي كنت سراجاً للعشق المطفأ
جسراً للرؤيا المعدومة.
ـ10ـ
سأموت إذن،
فانتشري يا أزهار الرمان على قبري
آن أوانك فانطلقي،
إكتسحي ساحات الوطن المحترقِ
ولا تحترقي.
ـ11ـ
سأموت إذن،
في كفّي باقة وردٍ للقادمِ
من غابات الشهوةِ
ممتطياً أمواج الريحْ.
في عيني ميلاد الشمس المتعبةِ
المأسورهْ.
في شفتي أغنيةٌ مبتورهْ
في صدري أَنَّةُ مجروحْ.
ـ12ـ
يا القادم من غابات الشهوة مصهوراً بالعشقِ
تأخّرتَ،
وأوشكتُ أموت من الأرق الليليّ،
أموتُ من الأصقاع المفتقِرهْ.
كن لي حزني
كن لي نفسي،
كن لي وجه حبيبي
كن لي الأيام المنتظرهْ.