نقد لأبيات ناقد انطباعي
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
لو صدرت هذه الأبيات عن مبتدئ لغضضنا عنها الطرف وقلنا أن الوقت كفيل بتهذيب قريحته ! … أما أن تصدر عن من نصب نفسه ناقدا ( (محترفا!!!)) لا يسلم القاصي ولا الداني من آرائه الإنطباعية !!! …فهذا والله معيب …
قبازردُ الْتَوى : ما ذِي العَجَاجَهْ؟
رَقِيقٌ ، بَعضُ نَقْدٍ قد أَهَاجَهْ!
وهل ضُرٌّ إذا ما عُضَّ شِعرٌ
كعَضِّ ثَقَافِ مَن يَنْفِي اعوِجَاجَهُ؟!
كِنَانٍيٌّ عُرُوبِيٌّ أَدِيبٌ
فأَنَّى أَجْتَلِي شِعرَ الخَوَاجَهْ؟!
نقول : أن استخدام ( رقيق مع العجاجة استخدام فاسد ) فالعجاج تثيره البذل القناعيس من الإبل الضخمة أو الأحصنة القوية كما قد ورد على لسان النابغة ( خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما)….فإذا كان قبازرد رقيقا فأنى له أن يثير العجاج؟!!!!
ثم في البيت الثاني استخدم عبارة ( عض الشعر ) والعض قبيح مع الشعر ويوحي للقارئ للوهلة الأولى بأنه كالكلب المسعور وراء ضحيته …طبعا أراد أن يستخدم صورة من التراث قديمة (وليست مبتكرة) وردت على لسان شاعرنا عمرو بن كلثوم حين قال (إذا عض الثقاف بها اشمأزت وولته عشوزنة زبونا)
ثم في البيت الثالث القافية ( خواجة) مستجلبة ، ليست في مكانها الصحيح فالخواجة لقب يطلق على الرجل الأجنبي…وقبازرد شاعر عربي فحل ولا يمكن للفظ ( الخواجة) أن يعبر ولا بشكل من الأشكال عن فحولة الشاعر فضلا عن أن تركيب (شعر الخواجة) هو اسفاف لغوي لو رآه عند المحدثين لانتقده بشدة!!!!
أخيرا: صعب جدا أن يأتي الشعر من شخص لايمتلك موهبة الشعر التي هي (منحة ربانية) …والاصعب منه أن تراه ينتقد الأصدقاء مع أن مستواه الشعري أدنى بكثير مم ينتقد .
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
