سلام على الرافدين
شعر: سعيد الصقلاوي | عُمان
نائب رئيس اتحاد الكُتاب العرب
سلامٌ على الرافدين ،
يعرّشُ فوق ضفاف التواريخ فجرا ،
ويكتب أسطورة الشرفاء .
سلام ” المهلب ” للأهل في بصرة الكبرياء ،
ترفرف رايته بسناء الإله على مطلع الشمس في خرسانْ .
وتعصب بالنور هامات شم الجبال .
تزهّر فوق وهاد الشمال.
سلام الخليل على ” الدؤليِّ ” ،
ينضّد بالنحو زهر البيانْ.
على ” سيبويه ” يضوّء عنه دراري المعاني ،
وينسج للشعر أنغامه في افتتانْ .
سلام مِنِ ” ابن دريد ” ، تصوغه ” جمهرةٌ ” من فصوص البديع .
ويورق مرجٌ خمائلَ من زهرات التفكر و الإنعتاق .
سلام ابنِ ” زيدٍ ”
إلى ” حسن البصرة ” المستظل بتقوى القلوب ،
ويذكيه نور الحقيقة ، عشق التجلي ،
وتسبيحة العارفين.
سلام ِمنَ ” البوسعيديِّ أحمد ” يُمطرُ شط العروبة من سبَحات الكرامة ، يَكْحل بالأمن جفناً ،
ويملأ بالعز نفساً ، ويغمر بالزهو موج الخليج.
سلام المدائن : نزوى ، وبهلى ، و عبري.
يمجد أجبالها والهضاب ، يطرز حاراتها بالثناء ، وبالعلم ، والحلم ، والحزم ، والنجباء ،
” لبغداد ” وهج الخلافة ، سهل الضيافة ، موكب علم يضيء الدروب ،
ويسقي عطاش الزمانْ. وجحفل حرب له العرب والدين زند العطاء .
وكف الرجاء .
وروح الفداء .
ومن ” صور ” أشرعة ” الغنجة ” الخافقات سلاماً بزرقة بحر عمان صفاء. وعمق البحار إخاء .
ورنة ” هولو ” تغنى الإباء بلحن ” المقام “.
ومن “سندباد ” صحار سلام “
إلى سحر ” بابل ” يرصف من زركشات الغرائب ، من نمنمات الأساطير ، يستحضر الغائب المستحيل ، يمرِّده حاضراً ممكنا .
سلام ” اللبان “
لكل التفاصيل في عرس ” آشور ” ، كل الكنائس في ” حيرة المنذر ” المتمرد ضد الغزاة.
لكل المساجد تصدح بالذكر ، كل المنازل و ” العتبات ” تضمخ بالطيب أعطافها .
سلام شموخ العراجين مفترعا فوق سهل البواطن بدأ من ” السيب ” حتى تخوم الشمال ،
لتبر العراجين مؤتلقا فوق أرض السواد.
سلام عليكم يوم وفدتم أكاليل نصر على سيف ” مسقط “
لما استعادت بهاء المعالي بسيف العزائم ، والمخلصون
على جمر إيمانهم قابضون .
فدال الزمان على البرتغال ،
وعزت بنا في الزمان حصون.
سلام عليكم سكنتم ضياءً بأبصارنا ،
وفضتم نهوراً بوجداننا ، وطفتم ربيعاً بنبضاتنا .
سلام عليكم …
سلام علينا .