زَمانُ الْعَجائِبِ !
عبد الصمد الصغير – تطوان | المغرب
أَنـا هـا هُـنا ، أَحْـيا زَمـانَ الْعجائِبِ
وَ أَنْـدُبُ حَـظّـاً يَكْـتَـوي بِالْمَـقـالِـبِ
وَلائِي لِحُبٍّ في الْجَوى قَدْ حَفِظْتُهُ
إِمامٌ .. وَ إفْتائِي زَوالُ الْمَذاهِبِ
حَـياتِي … كَما وَصِـيَّـةٌ قَدْ رَهَـنْتُـها
دُعـائِي إِلى كُلٍّ .. عَدا الْقوالِبِ
مَليءٌ بِِرَبِّي .. لا أَرى لي مُسَـيِّراً
حَريصٌ عَلى تَرٔكِ الْأَذى وَ الشَّقالِبِ
عَظيمٌ بِضَعْفي ، ما بَدا لي مُكابِرِي
تَقِيُّ النَّوايا …. جَوْهَرِيُّ الْمَثالِبِ
وَ دْمْعٍ سَلاهُ الشَّوْقُ قَدْ هَدَّ ناظِرِي
تَفـيضُ مَآقيهِ الْأَسَى مِنْ أَقارِبي
وَ لَيْلٍ ، أَرانِي عِنْدَهُ … أَلْفَ لَيْلَةٍ
يُضَـيِّعُ صُـبْحي بِالْغُـثاءِ الْمُغـالِبِ
وَ أَسْـوَأُ عـاداتِ الـطٌَـريـقِ خِـلافُـها
لِتُشْبِكَ سَيْري في خُيوطِ الْعَـناكِبِ
أَتَيْتُ إِلى الدُّنْيا .. وَ ظُفْري مُقَـلَّمٌ
عَجولاً فَصِرْتُ الرَّكْضَ بَيْنَ الْغَياهِبِ
وَ أَبْلَيْتُ إِحْساساً … وَ لَسْتُ بِنـادِمٍ
عَلى الْحُبِّ وَاسْتِمْساكِ عَهْدِ الْحَبائِبِ
فَها كُلُّ ما عانَيْتُ ، قَدْ صارَ حِكْمَـةً
مِنَ اللَّهِ جاءَتْ .. مِنْ شِدادِ تَجارِبِي
فَكَمْ رَدَّني إِلَيَّ مِنْ حافَّـةِ الْـفَنا
مَنيعاً .. لِتَمْـلَأَنـي صِفـاتُ الْمَجـاذِبِ
أَرَى الصُّبْحَ يُخْفي بَيِّناتٍ لِيَوْمِنا
قَليلَ الضِّياء ِ .. مُكْفَهِرَّ الْمَناكِبِ
فَصاحَةَ شِعْرٍ .. لا طَلاسِمَ أَبْـتَـغي
لِيَرْقُصَ في جَمْعِ الصَّفا كُلُ راغِـبِ
سَأَصْـنَعُ مِزْمارَ الْهَـوى مِنْ قَصـائِدي
وَ أنْفُـضُ عَنْكُـمْ مـا بَـدا مِنْ تَـرائِبِ
وَأُمْسِكُ أَطْرافَ السَّما وَلَسْتُ مُحَلِّقاً
كَما شامِخَ الشَّـاماتِ تَحْتَ الكَواعِبِ
إِذا الشِّـعْرُ أَبْـدانِي كَـظِـلِّ عَـلامَـةً
بِحَتْـمٍ وَ طَبْـعٍ … لا بِـفِعْـلِ النَّـواهِبِ
وَ أَسْـعَفَـني شَـيْءٌ مِـنَ اللـهِ جـاءَني
كَـليماً بِقَلْـبٍ … مِثْـلِ ديـرِ الرَّواهِـبِ
وَ إِنِّي لَأَسْعَى لِلْقَليلِ مِنَ الْهَـوَى
وَ أَسْعَدُ في حَظِّي وَ أَصْلي مُغالِبي
سَآوي بِنَبْضي في دَبِيبِ قُلوبِكُمْ
وَ أَُرْجِعُ ما أخْفى الْخِصامُ بِـغارِبِي
تَخَلَّيْتُ عَنْ حُبِّ الْغَرورِ ، وَ عِنْدَكُمْ
كَـوابِتُ .. لَمْ تَـقْرُبْ إِلَيْها رَغائِبِي
تَعَلَّمْتُ في شَقِّ الْبُحورِ ، بِأَنَّكُمْ
مَوانِئ ُ ، لَمْ تَجْـنَحْ إِلَـيْها مَـراكِبِي
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شِـعْري شَهـادَةً أَمـامَكُمْ
فَـأَعْــلاكُـمُ أَدْنــاكُـمُ فـي الْـمَـراتِـبِ
إِذا ما انْبَرى الْأَنْذالُ أَشْرافَ أُمَّـةٍ
تَأَسَّفْتُ أَحْوالاً ، وَ فِيها حَبائِـبِي
إِذا فَـرَّقَـتْـنـا فـي اللِّـسانِ مَـحَـجَّـةٌ
تَجَمَّعْتُ أَلْفاظاً … وَ هَبَّتْ مَـواهِبِي
صَلاتي عَـلى هذا الْغِيـابِ بِما هَـوى
دَعـائي عَلى كُـلٍّ عَـدا مَـنْ بِـجـانِبِي