أَكْتُبُني بجرح الأسئلة

عزيز فهمي | كندا

قبل أن تشد رحالك…
عليك أن تكتب وجودك
كما تكتب نملة ثقبا لها
في حديقة مملوءة بالأحجار
كثرت على أرصفةِ المدنِ
الأوجاع
لذا نحتاج بحرا
من الحروف الغاضبة
كي تغرق في ضفاف الأسئلة
عليك أن تكتب كالنار
في غابة
لا يهم مكان النقطة
ولا موضع الفاصلة
للمعنى ألف وجه ووجه
حين تصيبه لعنة
الذاكرة
عليك أن تكتب
هذه الحيرة على هضاب قصيدة
تتألم
تتكدس فيك
زفرة أولى
وزفرة ثانية…
وحين تحصل على ريح عاصفة
هُدَّ بمعول الغضب
كل الحيطان الصدئة
حيطان المذلة الجائرة
من حائط العار الذي يتلوى
في أرضك كأفعى
إلى حائط يعشق أن يكون
لك زنزانة
عليك أن تكتب
على صهوة ناقة
وأنت تقود قطيع السراب
إلى ظل نخلة
لعلها تلد لك في نبوءة التيه
دولة
أو تجد في حدو بعيرك
ديانة
عليك أن تكتب
على باخرة تُعارك الموج
أُمنيةَ السُّفنِ
وغناءَ الأشرعةِ
لعلك تهزأ من نشوة الملح
حين تتسلق ذكراة الغرقى
من حلموا مثلك
بغد تُرَتِّلُ نشيدَه
قُبلة
فالكتابة صك رفض
وهندام حرية
هي تجاعيد الزمن الموشومة
على حجارة
ثورة على الأصنام التي ترتدي
براءة الآلهة
الآلهة التي رَقَّشَتْها
أناملُ الأسطورة
كذبةً جميلةً لا تعبأُ بالحقيقة
عليك أن تكتبك
كما أنت
لتكون ولادتُك أجملَ
ولادة
لا تهتم بما هو أسبق فيك
وجودك أم الماهية
عليك أن تكتب ما يليق بك
فالكتابة قبل رحيلك
أجمل أغنية …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى