كبرت البنوت
محمد عبد الرشيد | كاتب صحفي – مصر
٢٢عاما مضت .. اضاءت سوسو حياتى .. وملاءت روحى حبا .. وعشقا ونورا … شريط طويل من الذكريات والحكايات والاسرار والتفاهمات .. صور ومشاهد كثيرة .. اتذكر صورتها الاولى عندما وقعت عليها عينى لحظة ولادتها برقتها وبراءتها وعذوبتها وصورتها الان وهى تخطو اولى خطواتها بعد ال٢٢ ..ما بين الصورتين .. عمر وزمن ..
تفتحت فيهم زهرتى وكبرت … تلفنا الاف الحكايا .. والكلمات والمشاعر .. وتحيط بنا مئات القصص
الان تطوى ورقه جديدة من ربيع عمرها
الذى اضاء عمرى كله ربيعه وخريفه
سوسو …دكتورتى الحلوة
هى ابنتى .. وحبيبتى .. وصديقتى ..وطفلتى المدلله
هى الوداعة والرقة والروعة والجمال والهدوء والعذوبة والابداع وخفة الدم .. الفرفرشة .. النعنوشة .. لحظة الرضا
وهى عكس ذلك كله .. لحظة الغضب
هى كل شىء ..يشعرك انك امام كائن له طبيعه خاصة …واسلوب مختلف فى التعامل .. اذا استطعت ان تفك شفرتها .. وتمتلك كتالوجها .. امتلكت الحياة كلها ..
إليك أزفُّ أبكار كلماتي .. و عرائس نبضاتي .. و ترانيم أنفاسي .. و شموس أحلامي .. إليكِ أنت .. يا عروس حياتى .. و ربيع ذكرياتي.. إليكِ يا فتنة الروح .. و حشاشة القلب .. ورمق الحياه.. وشامة الاحلام .. إليكِ يا مهبط القلب .. و مأوى المشاعر .. و رياض الأحاسيس.. و مقامات الزمان … إليكِ يا أجمل براءة حلّقت في سمائي .. إليكِ هذه المشاعر المتدفقة أرّصعُ بها تاجك . .. إليك – يا غاليتي – روحي أسكبها في رشفات من حب .. و نبضات من وجدان .
إليكِ – يا ابنتى – كتبتُ عبير حبي و سكبتُ رحيق قلبي
لك باابنتي أقدّمُ لك هديتي .. وأنثرُ بين يديك مودتي.. و أصدحُ كالبلبل مغرداً على شباك مشاعرك ..
سوسو
هى حروفى .. وكلماتى .. وخطوطى .. ورسوماتى .. والوانى التى تزين حياتى
هى من ترسم الابتسامه على وجهى فتزيده بهجه
هى قمر يدور فى مدارى … وشمس تنير ظلامى … ونجم فى سمائي
كلما اتذكر ملامح طفولتها …ومفردات لغتها .. وشقاوتها … وسكونها .. وصمتها ..وبراءتها … تملاءنى السعادة
ابنتى ..مرسوم فى قلبى لحظه شروقك ..ترفرف ..تصفصف .. تهفهف …ترقص كل شعورى
وعندما يرحل بى الزمن بعيدا عن الطفولة … يملاؤنى القلق ..كبرت البنوتة .. كبرت ست الكل
..ففى خريف عام ١٩٩٩ . . . . .ولد ربيع عمرى
استيقظت الدنيا على انغام صوتها العذب الحنون
الذى يتدفق رقراقا
يشع بالامل والنور والبسمه
وينشر الخير على العالم كله
هى الجمال حين تبدو
هى الحنان حين تدنو
هى الاحساس حين تسمو
هى الروعه حين تعلو
هى الحب حين تشدو
هى عصفورة فى واحة الجمال
وحورية فى نهر الخيال
تعوم وتطفو .. وتصحو وتغفو
وارحل فيها .. وترحل فى
هى من يهدأ على شاطىء مقلتيها امواج جنونى
وتغسل بين جفونها كل عيوبى
سأكتب في مذكراتي بأنني عاشق مجنون ..
عشقت ابنتى التى تملك أجمل العيون
لازلت أتعطر بأنفاسها
وأتخيل طيفها
فهى كالبدر تضع على عنقها
عقدآ من الياقوت
هى من تقدم لى دعوة الى الحياة حين افقد شهية الحياة
وتقدم لى دعوة للحلم حين افقد المعنى الجميل للاحلام
وتقدم لى دعوة اللجوء الى قلبها حين تغلق القلوب فى وجهى
تتساقط الاوراق . . . . .امام دفتر اشعارها
وتنكسر الكلمات . . . . . على ابواب مشاعرها
وتنزف الحروف . . . . . شوقا اليها
وتبقى بقايا الخطوط . . . . . معلقة بين احضانها
وظلال الرسوم . . . . . تلامس وجهها
معها يتبدد اى ألم … وتتفتج الابواب تنتظر الأمل
هى كشعاع ابيض يخترق الظلمة
هى ابتسامة تبدد طيف الحزن
تنتظر .. نسمة تهفهف على الروح الشاردة
هى غصن يضلل على المشاعر
امان يدفع القارب لشط النجاه
هى كل الحياة
هى قطعة من الجنة
عندما تبعد عنك سوسو
( تشعرك بالتيه .. كالمذاج الهادر نحو الشتات …. كدموع تذرف بالبكاء ..لا هى افصحت عن لحظات حزن .. ولا هى ملأت الشفاة بالابتسام ….. كخطوات تتسارع خارج الكهف لحظة الشروق .. تاركة خلفها غروب كثيف …. يعجز فيه الفجر الوليد على استنشاق العبير )
وعندما تقترب منك سوسو
( فانك تشعر بان الشمس تلملم خيوط الامل …. لتغزل من جديد خيوط الطريق الجميل … علها تعيد الوصل والوصال من جديد … لتملى العالم كله بالسعاده والامل كما كانت فى الماضى القريب )
كل سنه وانت طيبة يا اجمل واحلى وارق دكتورة … يا سوسو ..سها كبرت البنوتة .. كبرت ست الكل
كبرت البنوت .. كبرت ست الكل
صار بدها .. تتركني وتفل
ربيت بدموع العنين .. ربيت بالنقد وبالدين
بيجي واحد مدري تنين .. بياخدها وبيفل
شو غنيتلها لتنام بليالي الشتوية
وعديتن عدّ الأيام .. تا صارت صبية
تهئرت تعذبت سنين .. كرمال عيونها الحلوين
ولما صارت بالعشرين عريس الغفلة طل .. تا ياخدها ويفل
معو الليلة لح بتروح وهيدي كل الئصة
بقلها بصوتي المجروح مبروك مع غصة
بعرسك قلبي بهديك .. وبطلب من الله يخليك
لو فيني عيوني بهديك .. بضل عليكي بطل
وجهك بئلبي بيضل
كبرت البنوت .. كبرت ست الكل
صار بدها .. تتركني وتفل