د. محمود صبيح شقيرات .. مثال نادر للطبيب الإنسان

محمد زحايكة | القدس – فلسطين

تنقل الصاحب في مسيرته الصحية مع عدد لا بأس به من الأطباء حتى وصل إلى أيدي أمينة بصورة خاصة.. وكانت تلكم الأيادي البيضاء للدكتور والحكيم محمود صبيح الذي يلقاك دائما بابتسامته الغامرة وروحه المرحة الندية فهو من المؤمنين، إن إشاعة جو من الحبور ومداعبة و مناغشة المريض بالكلام الحلو والابتسام لها مفعول السحر على الحالة النفسية لكل مريض والتي تشكل نسبة مهمة من أدوات وطرق  العلاج .

ويذكر الصاحب ذات مرة أنه خضع لإجراء عملية القسطرة أو ما يعرف ” بالسنتور “في إحدى المستشفيات وكان الصاحب وحيدا يومها بين أربعة جدران الغرفة وهو يهجس بهذا العارض الصحي الذي داهمه على حين غرة ولا يدري ماهيته وطبيعته  ومدى خطورته على وجه الدقة، عندما ابلغت إحدى الممرضات الصاحب أن هناك مكالمة هاتفية  بانتظارة  وما إن همس الصاحب “هالو” حتى جاءه صوت الدكتور محمود وكأنه البلسم الشافي.. صوت كله مرح وثقة وطاقة إيجابية يكون المريض في أمس الحاجة إليها.. وكان أن طمأن الصاحب وشرح له طبيعة حالته وأنها عادية وتحصل في أحسن العائلات.. ورفع من معنويات الصاحب وقال له.. لا تقلق ولا ” تهكل” هم  ولا تهكل دعم  يا عم .. شد حيلك أيها الصاحب إنها شدة وبتزول ع السريع .. ونريد أن نراك في الميادين تركض وراء  الأخبار وتكشف لنا  المستور وما بين السطور  وأن تجلب لنا الدعم المسحور من وراء سبع بحور ..

وكان لهذه المخابرة التلفونية مفعول السحر على نفسية الصاحب،  إذ عرف حينها أنه ليس مجرد  مريض  رقم،  عند طبيبه العام بل هو  من لحم ودم  ومشاعر وإن طبيبه يتابع حالته باهتمام بل ويطلب من الفريق الطبي المشرف على علاج الصاحب وأي مريض آخر أن يولوا المريض أقصى أنواع العناية والرعاية  والاهتمام حتى يشفى من مرضه ويعود سالما إلى بيته وأسرته .

وعندما اضطر الصاحب لإجراء عملية القلب المفتوح قبل حوالي العام، شجعه الدكتور محمود على إجرائها في مستشفى المقاصد بالقدس حيث إن قسم جراحة القلب يضم نخبة من الكفاءات الطبية المشهود لها وهذا ما حصل بالفعل.

في حين تابع بنفسه كل الإجراءات والتحضيرات لتتم العملية بنجاح وسلام. وكان الدكتور محمود يستعين بالصاحب أحيانا لتغطية بعض الفعاليات الطبية والإنسانية لمركز جبل المكبر الصحي  في سياق المسؤولية الاجتماعية حتى تعم الفائدة وتنتشر الفكرة بالشكل الصحيح وكنوع من ممارسة التوعية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع وفق قاعدة العقل السليم في الجسم السليم .

وإلى جانب أدائه الرائع كطبيب فان الدكتور محمود صبيح شخصية اجتماعية محبوبة وحبوبة  وبحبوحة، محبة للحياة وتتسم بتقبل الآخر بغض النظر عن توجهاته ومستوياته  الفكرية والعقلية  وتمارس أسلوب حياة بسيط وغير معقد ومنفتح على الحياة العصرية ومتطلباتها ومباهجها بعيدا عن التزمت السلوكي والاجتماعي والديني وما شاكل. وهي فوق ذلك شخصية خدومة وغاية في التواضع والتسامح ليس عن ضعف ولكن من مركز قوة واقتدار.

دكتور محمود صبيح مثال للطبيب الإنسان الذي يتعامل مع مرضاه بمحبة واحترام ويشيع بينهم حالة من الرضا والمعنويات العالية ولا يتركهم نهبا للوساوس والهواجس، بل يسعى قدر ما يستطيع لأراحتهم وخدمتهم وتقديم الأفضل لهم متحملا بصبر وأناة  “غلاظات ” بعض المرضى و”عكننتهم” وطيش حجرهم  من أمثال الصاحب اللاهب؟

للدكتور محمود صبيح  الجميل الأصيل.. نقول.. هكذا يجب أن يكون الدكاترة والحكماء وإلا فلا؟ احترامنا وتقديرنا لكم إلى أبعد الحدود. ودمتم بمحبة وصحة وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى