كَيفَ أهابُ وأنَا المَهِيبُ!
الأب يوسف جزراوي | العراق – أمستردام
١-
فِي ضيافةِ نهرٍ أستطيبُه ويستط
سَفَنَتِ الرِّيحُ
وَمَشَّطت رِمالَ السّاحلِ…
دُونَ غرّةٍ
وفي صمتٍ أملسَ
جرّبتِ الغيمةُ الغريبةُ البوحَ
مثلَ أخرسَ تلتهمُهُ النّيرانِ
وَلَمْ تفلحْ….
فردّدَ بوحَها الصّدى!
أجبتُها بِكياسةٍ صريحةٍ عُهدتُ
أيّتُها الغيمةُ
إنْ كَانَ مُبْتَغَاكِ مطْرًا ل
فاترُكِيني وَشَأْنَي
لأنّني آلَفَتُ النَّدَى ماءً لِ
٢-
كُلّمَا طرقتُ بابَ السُّؤالِ
للتَّطَرُّقِ إِلَى مصيرِ بَلدي
يُجيبُ مُجيبٌ :
أصعدوهُ سَلالِمَ المليشياتِ وَ
٣-
أيَّتُها الغُربةُ
أينَ الطَّريقُ إلىَ وطني؟!
بيني وبينهُ المحيطُ…
صيّريني نهرًا
يجري إِلَيهِ!.
٤-
تمَلملتْ عَقَارِبُ الوطنِ وتَ
فَمَا عَادَتِ البَهْجَةُ
كساعةٍ سويسريّةٍ فِي الدِّقَّ
بل بَاتَ أسى العراقِ
كَالدِّيكِ المَخْبُولِ
يصيحُ بغيرِ أَوْقاتِهِ!!.
٥-
يَا رَبُّ…
العراقيّونَ الطَّيِّبُونَ يأمُ
وَالآمالُ كاذِبَةٌ!
فَكَمْ لِنا
مِنْ أمنياتٍ قَابِعةٍ
أَمَامَ بَابِ الْمَلَكُوتِ..
بيَدَ أنَّ البَابَ
لَمْ يَزَلْ مُوصدًا!!.
٦-
حدّثني قائلاً:
قَلْبِي الَّذي يمسكُ بيدِ الأم
لازالَ يحملُ فِي رحمِ الأعوامِ
أعرفُها وتعرفُني
ويقيني أنّنا سنلتقي يَوْمًا مَ
فِي بَلدٍ جُبلتُ مِنْ تُرابهِ
تكحيلُ العيْنِ بِهِ
يفتحُ بابًا لطيرٍ سجينٍ…
لَمْ أتفوه بكلمةٍ
وإنّما تركتهُ مَعَ أحلامهِ!.
٧-
بَلدي
كُلّمَا يُنادي العراقيُّ المنا
للّهِ يَا مُحسنونَ
وطَنًا وطَنًا مِنْ يبيعُ…
أسمعُ دمعيَ يهمسُ:
يَا عِراقُ
أ صائمٌ أنْتَ عَنِ لقائي؟
وَمَا وجدتُكَ البتّةَ تجيبُ:
ارجعوا لديارِكم
فبلدُكم يشتري
وَمَا عَادَ يبيع!.
٨-
لَا مِنْ كَفَّارَةٍ لَكَ يَا مَ
أتعبني نزفُ الكَلاَمِ
مَعَ ضَرِيرِ السَّمْعِ….
فَمُنذُ عقْدٍ ونَيِّفٍ
وَأنَا واعِظٌ
لَمْ يُقْنِعْ شَيْطَانًا
بِالكَفِّرِ عَنْ ذُنُوبِهِ…
فَمَنَ مِثْلُكَ اِعتادَ
أَنْ يُرتقَ وِشَاحَ النّدَمِ
بإبرةِ الْخَطِيئَةِ!!.
فَطُوبَى لِي
لأنّي أدرتُ لَكَ ظَهْرَي!!.
قَالَ:
ألا تهابُ انقلابي عليكَ؟!.
أجبتُ:
كَيفَ أهابُ وأنَا المَهِيبُ!