السعي للمثالية، صح أم خطأ؟!
مروة فهمي | مصر
لا أعرف لما انتشر مؤخراً من جميع من يعملون في مجال التنمية البشرية والايف كوتشينج وما إلى أخره من مجالات مستحدثة، أن الشخص الذي يسعى للمثالية من الأشخاص الذي يجب علينا تجنبهم وأيضاً عدم الإرتباط بهم!
دعونا نعترف أنه ليس هناك شخص مثالي بنسبة ١٠٠٪، وأنه لا يوجد شخص لا يخطئ مع إختلاف أنواع الأخطاء ودرجاتها.
لكن هل محاسبتي لنفسي بعد كل فعل خاطئ وفي آخر كل يوم، وإعادة التفكير فيما كان يجب عليّ أن أفعله وما لم يجب، شيء خاطيء؟!
يجب أن نفرق هنا بين أن أحاسب وأراجع نفسي كي لا أكرر الخطأ أو حتى الذنب، وبين جلد الذات بأن أظل أحكامها و أجلدها لساعات وأيام وربما سنين! هنا يصبح الأمر غير صحي وبالفعل مُتعب للشخص نفسه قبل أن يكون لمن حوله.
لا أريد أن ينتشر قول “أحنا بشر وبنغلط” ، وتكون مقوله مثل العلكة يرددها الكثيرون مثل ما يحدث مؤخراً على مواقع التواصل!
أريد أن أذكركم بقدر النفس اللوامة، التي أقسم بها الله عز وجل في كتابه العزيز، والتي أتت بعد يوم القيامة في قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} سورة القيامة
وهذا معناه أن قدرها كبير جداً عند الله عز وجل، أرجوكم لا تنجرفوا وراء إدعاءات من أشخاص ألهاهم الله بملذات الدنيا، ولم يرزقهم هذه الهبة “النفس اللوامة”.