الله عدلٌ
د. شفيعة عبد الكريم سلمان – باحثة تربوية إعلامية – سوريا
ألا كيفَ العبورإلى الًصّوابِ
وشرٌ مُحْدِقٌ من كلّ بابِ
///
فلولُ الطّامعيْن أتَتْ تِبَاْعا
تُغطّي كلّ نورٍ بالحجابِ
///
وأتْباعٌ لهُم من كلّ نسلٍ
لتجعلَ خيرَنا بفمِ الذّئابِ
///
قراصنةٌ.. فسادٌ ، ثمّ بغيٌ
غُثاءٌ راحَ يَطْغى كما الذّبابِ
///
نُحدّقُ في السّماء بكلّ وقتٍ
أَعِيْنِيْنَا ، تملُّ منَ الجوابِ
///
إذا مانحنُ كُنّا لنا مُعيْناً
وطَوّعْنا المَسَائلَ بالغِلاب
///
فإرهاصاتُنا حتماً سَتَبْقى
وأغلَبُنا سَيحيا باضطرابِ
///
ونملٌ أحمرٌ ، معه جرادٌ
سيسرقُ كلّ شهدٍ في الخوابي
///
نَصِيْرُ، كأنّنا كُمْهٌ وُلِدْنَا
ولمْ يُبْرِئنا عيسى،من العذَابِ
///
وتَلْتَهمُ الحرائقُ كلّ زرعٍ
بأيدٍ شكلُها شَكْلُ الشّبابِ
لإبليسِانتمَوا ، وله يُحَاكوا
///
ومثْلُهُ مُنْظَريْنَ إلى الحسَابِ
ونحنُ نملُّ من طوْلِ انتظارٍ
وأفعال بها عَجَبُ العُجَاب
///
فكمْ مسؤول؟لاعِلْمٌ لديه
بما خلفَ السّتارِ،أوالكتابِ
///
إذا ماجاء يُنْبِيْنا بأمرٍ
تَفُزّ النّفْسُ تُجْهِرُ بالْعِتَابِ
///
فماقُلْنَاْهُليسَ بهِ ابْتِكَاْرٌ
مُكَرّرُ مِثلَ ذرّاتِ التّراْبِ
///
دعونا نقولُ: هذا مَحْضُ عَجْزٍ.
تَشَظّيْنا.. امْتَلَأَنا، بالاكتئابِ
///
فمنذُ النّشْأةِ الأولى ابْتُلِيْنا
ومُنْظَرُهُم يُحرّفُ لِلْخِطِاْبِ
بُذوْرُ عُلُوْمِنَا، قَدْ هَجّنُوْهَا
طلاسِمُها اختَفَتْ بالاسْتِلَابِ
///
رويدَكُمُ.. القَنُوْطُ فليْسَ مِنّا
وإنّ اللهَ عَدْلٌ لايُحابِي.
هوامش:
شرح بعض المفردات: نزولاً عند رغبة بعض الأصدقاء.
الغثاء: هو مختلف الأفعال، والممارسات المنافية للأخلاق، والقيم .
وتشبّه بزبد البحر لكثرتها ، وانتشارها دون أن يشعر فاعلها بالخجل.
فإرهاصاتُنا: الإرهاصات لها مدلولات إيجابية، وأخرى سلبية، وهنا قصدتُ بها الإخفاقات، والخيبات.
كُمْهٌ: مفردها أكمه ، والأكمه هو من ولدَ أعمى .
ومن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام..أنّه كان يبرئ أي يشفي الأكمه.
يُحَاكوا: يقلّدوا …. تَشَظّيْنا: تفتّتنا.
ومُنْظَرُهُم: إبليس
طلاسمُ العلم: مفاتيحه.
القَنُوط: اليؤوس..المتشائم.