تفتيشٌ خصوصيّ
رياض ناصر نوري | سوريا
منذُ ألف ليلةٍ وليلهْ
وأنا أفتشُ عنْ خطابٍ لغويٍّ حادّ
يقشّرُ الذاكرةَمِنْ صدأ هذا الخرابْ.
عَنْ كرسيّ أخضرَ
لأسندَ الروحَ اليابسة َ
بعدَ رحلة طويلة بحثًا
عن قصةِحبّ يسجلها التاريخ ْ .
أفتشُ عن تلك الفكرةِ المجنونةِ
التي غافلتني وهربتْ
وقتما ألقتِ السماءُذات شتاء
قميصها الماطر بغتةً
فوق جسدِ القصيدة.
أفتشُ عن اسمِ كاتبِ
موسيقا الجرس المدرسيّ
في السابعة صباحًا
قبل خمسين سنة
والتي كنتُ أعشقها حدّ الهوسْ.
وعنْ النسخة الوحيدة
التي أهدتني أياها معشوقتي
من كتابِ ” تفسير الأحلام ”
لأرتبَ أحلام العمرِ المبعثرة.
أفتشُ وبسريّةٍ
عن دواءٍ ناجعٍ للعصافير ِ
التي أصيبتْ بالصممِ فجأةً
لحظةَ مرّتْ فوقَ أعشاشها
طبولُ الحرب ِ
كي تتناولَ إفطارها بهدوءٍ
على سطحِ الدارْ .
أفتشُ
منذ ألف ليلةٍ ونيفٍ
في خزائنِ الليلِ عنْ صرّة النور
التي خبأتها في أحد صباحات الطفولة.
وعن الرافدِ الكبير
الذي غابَ عن ضفافِ “الفرات ”
من نبعِ الأصدقاءْ.
عن آية الله الفريدة
في صوتِ الناس
حينَ كانَ السوقُ يزدحمُ ظهرًا
بعينين دامعتين ..
أفتشُ .