المترجم والأديب العراقي غسان حمدان وعمران الحمادي «وجها لوجه»
خاص | جريدة عالم الثقافة
غسان حمدان واحد من أبرز المترجمين العرب ,درس علم اجتماع في العاصمة طهران، له أعمال عديدة في مجالات مختلفة أهمها “الترجمة “الأدبية من الفارسية الى العربية والعكس، من ترجماته المتميزة التي نقلها من الفارسية الى العربية رواية “بائع الأحلام ” للروائي الايراني محمد قاسم زاده وغيرها كثير . أصدر في العام ٢٠١٥رواية بإسم “ريمورا” كما ترجم أكثر من ثمانية أعمال أدبية عربية الى الفارسية منها مسرحية “هملت يستيقظ متأخرا “لممدوح عدوان .
عمل أكاديميا في سوريا ومدرسا للغة الفرنسية، وأصدر أربع مجموعات شعرية باللغة الفارسية (مذكرات أمير متقاعد، اليوم العاشر للخليقة) نشرتا في طهران و(مكان بوذا الخالي) نشرت في أفغانستان، و(طالما السماء زرقاء) في لندن. كما أنه يعكف حاليا على القيام بدراسات مكثفة حول الفلسفة الإيرانية (صدر المتألهين والمير داماد، والسهروردي)، وأيضاً التصوف الإيراني (روزبهان البقلي، ونجم الدين الكبرى).
في هذا اللقاء يحاوره القاص والصحفي عمران الحمادي ـ اليمن حول مسيرته المختلفة مسلطة الضوء على الترجمة الأدبية وبعض الإشكالات المتعلقة بها بالإضافة إلى واقع الأدب العربي أمام الفارسي.. فإلى النص:
مرحبا بك.. بداية أطلع القارئ اليمني عنك قليلا؟
أهلا بكم.. بشكل مختصر أنا سفير ثقافات الشرق الأوسط حيث أمد جسور الصداقة والتفاهم من أفغانستان حتى المغرب العربي؛ وذلك عبر ترجمة الأعمال الأدبية الفارسية والكردية إلى العربية وبالعكس.
كيف كانت بدايتك مع الترجمة….وما هو الدافع الأكبر لاستمرارية مشوارك الأدبي المختلف والنادر ؟
حين كنت في إيران كنت أقرأ كثيراً حيث كنت أعمل في إحدى دور النشر فضلاً عن دراساتي الجامعية المختصة بعلم الاجتماع. وهناك ترجمت مجموعة قصصية ورواية لنجيب محفوظ إلا أنهما لم ينشرا بسبب الرقابة. ولكن عند الانتقال إلى سورية، رأيت أن المكتبات تخلو من الأدب المترجم عن إيران. وهذا ما شجعني أن أبدأ بخطوة صغيرة حيث ترجمت مختارات شعرية لفروغ فرخزاد، وبسبب الإقبال عليه تشجعت وقررت المضي لترجمة أهم أعمال أدباء إيران البارزين، وقد تقبلتها وزارة الثقافة السورية ونشرتها في الهيئة العامة للكتاب. وكما نعلم فإن الأدب هو بحر شاسع لا ينحصر في كتاب أو كتابين، فاستمرت محاولاتي الترجمية وقدمت أهم الكتب والروايات، وهناك دور نشر طالبتني بكتب أخرى غير التي اخترتها بنفسي. كما أنني اتجهت لترجمة الروايات الأفغاني والكردية التي تختلف في الموضوع والحبكة وحتى نظرة الأديب إلى العالم. وأما في ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالكم، سبب الاستمرارية هو مهما ترجمت أرى أنني لم أقدم شيئاً بعد وهناك الكثير مما يجهله القراء بل لا يعرفون أغلب الأدباء؛ لذلك أحاول أن أفتح الطريق كي يقوم من يأتي من بعدي بترجمة باقي أعمال المؤلفين الذين أترجم لهم رواية أو روايتين..
كيف تجد واقع الترجمة العربية عموما والفارسية خصوصا، وهل هناك أمل في مستقبل الترجمة؟
قبل أكثر من ثمانين عاماً بدأت دراسة اللغة الفارسية في جامعات مصر باهتمام الراحلين طه حسين والدكتور عزام، وترجمت بعض الأعمال الكلاسيكية وكتبت أطروحات ثمينة عن الأدب والتاريخ الإيرانيين. وقام الراحل دسوقي شتا بعدهما بتقديم نماذج أحدث عن الأدب الفارسي، ثم علاء الدين منصور، وكذلك ماجدة العناني وغيرهم.
ولكن بعد ذلك توقفت حركة الترجمة من قبل أساتذة جامعات مصر، واهتموا بالأطروحات الجامعية فقط. في المقابل لم يكن هناك أي اهتمام بالأدب العربي سابقاً، وكانت الترجمات قليلة ومركزة على أسماء أدباء معدودين كجبران خليل جبران، جرجي زيدان، غادة السمان.. ولكن في السنوات الأخيرة نشطت الترجمة في إيران بعد ظهور جيل جديد هناك إذ قدموا الكثير من الأدب العربي بشقيه الرواية والشعر، وقاموا بتعريف الطيب صالح، أدونيس، غادة السمان، نجيب محفوظ، بهاء طاهر، نزار قباني، محمود درويش وأسماء أخرى، ولديهم مشاريع مستقبلية جميلة أخبروني عنها وأتمنى لهم التوفيق، وأما فيما يخص سؤال الثاني، بصراحة أنا متفائل فقط بالإقبال على الترجمات فقط. فحركة الترجمة أضعف قياساً إلى الإعلام وخاصة تلك المسمومة التي تبث الكراهية، فعدد القراء أقل من متابعي الأنباء التي تقصفهم بمعلومات تجعلهم يمتلئون حقداً.
أيهما أصعب ترجمة الشعر أم الرواية… ولماذا؟
طبعا، الشعر ترجمته تختلف عن الرواية. ولكن هناك الشعر الحر وهو أشبه للنصوص النثرية ما يسهل ترجمته ولن تكون هناك فروقات كثيرة سوى الوزن أو الموسيقى. وأما فيما يخص القصيدة الصوفية فهي من أكبر الصعوبات التي نواجهها نحن المترجمين. هناك قصائد صوفية لمولانا الرومي والعطار وآخرين تمت ترجمتها ولكنها بلا روح. القصيدة الصوفية هي مناجاة من جهة وأغنية من جهة أخرى. المترجم يركز على الترجمة ويهمل الوزن والقافية والموسيقى والصناعات الشعرية وبحورها إلا إن كان شاعراً، عندئذ تقل الأخطاء أو يعوض عن نقص الجماليات التي لا يمكن نقلها كما الأصل.
ولكن من ناحية أخرى، مشكلة ترجمة الرواية أنها تأخذ وقتاً أكثر وتحتاج إلى صبر المترجم وتحمله كي ينتهي من عمله. إذ أن هناك روايات تزيد عدد صفحاتها عن ستمائة صفحة أو أكثر وقد تكون فيها مصطلحات خاصة على المترجم أن يدرسها ويبحث عنها جيداً.
هل ارتبطت هذه المعضلة بوضع إيران السياسي في المنطقة العربية والعالمية؟
الخلافات السياسية هي أساس ابتعادنا عن بعضنا البعض، فوسائل الإعلام في المنطقة تعمل على بث الكراهية والتفرقة بين الشعوب. إن كانت الحكومة الإيرانية سيئة فهذا لا يعني أن هناك خللاً في الشعب الإيراني؛ يجب فصل الحكومة عن الشعب، ويجب فصل السياسيين عن الأدباء. هناك نظرة سلبية تجاه إيران، ولكن هناك نظرة سلبية تجاه العرب في داخل إيران. وهذه مشكلة سببتها الحكومات وعلينا أن نردم الهوة.
الترجمة تردم الهوة التي تحصل بين ثقافتين، بماذا تعلق على ذلك؟
الترجمة تصلح ما فرّقته السياسة. مع الأسف خلال السنوات الماضية كانت السياسة والأخبار هي السائدة للاطلاع على ما يجري في دول الجوار. لدينا اختلافات كثيرة ووجهات نظر مختلفة في السياسات والبعض انجر إلى الكراهية ما جعلته يبتعد عن الثقافة والجمال الموجودين بجوارنا. هناك فنون إيرانية جميلة جداً مثل المنمنمات والسجاد والموسيقى والخط وحتى الرسم والأزياء لسنا مطلعين عليها. وهذا يشمل أفغانستان وحتى دول أسيا الوسطى. نحن كمترجمين نحاول تقريب الشعوب والثقافات، ففي ذلك الجانب أيضاً تعاني الشعوب من سياسات مسؤوليها الخاطئة. لماذا نحملهم وزر أخطاء السياسيين؟ التاريخ يقول كانت هناك علاقات وسياحة وتبادل ثقافي في ما مضى؛ دعونا نستمر في ذلك.
هل ترى أن الصراعات السياسية كفيلّة بأن تغني العرب عن قراءة الأدب الفارسي؟ أو بعبارة أخرى هل تعتقد أن الإقبال على الأدب الفارسي سوف يستمر؟
بصراحة أنا متفائل؛ ويعود سبب تفاؤلي إلى وجود الكثير من المثقفين والواعين البعيدين عن الغوغاء الذين لا ينجرون إلى الصراعات الطائفية. كما أنه علينا ألا ننسى أن هناك مشتركات قومية ودينية ولغوية وسياسية بين إيران والدول العربية في طول التاريخ لا يمكن تجاهلها. صحيح أن هناك عداء سياسي وعدم تفاهم بين الطرفين، ولكن مع هذا فإن الفضول لمعرفة ثقافة وأدب الآخر قوي جداً. وطالما لا ترتبط ثقافة مع ثقافة أخرى وتبقى منغلقة فإنها لن تتطور بل تنكمش، وسيتجه أبناؤها إلى أي جديد ولو كان مضراً. باعتقادي أن أفضل الحلول هو التعاون المثمر من أجل معرفة ثقافتي الضفتين، فالسياسة تتغير حسب المصالح، والثقافة لا تتلوث إلا في ظروف خاصة.
كيف هو واقع الأدب في إيران؟
إلى حد ما يشبه واقع الأدب العربي ولديهم عقبات كثيرة مثل تراجع نشاط دور النشر بسبب الظروف، والقرصنة الإلكترونية وأمور أخرى مثل الرقابة التي تطالب المؤلفين بحذف مقاطع أو حتى عدم الموافقة على نشر بعض الكتب بحيث يضطر بعض الأدباء إلى العزوف عن التأليف والترجمة أو اللجوء إلى النشر في خارج البلاد.
ما الذي جعلك تهتم بالأدب الكردي بعد الأدب الفارسي والأفغاني؟
إن كانت هناك ترجمات عن الأدب الأفغاني عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، إلا أن مكتبتنا تخلو تماماً من الأدب الكردي باستثناء بعض قصائد الشاعر الراحل شيركو بيكس. وكما قلت سابقاً، علينا معرفة ما يفكر فيه أدباء الجوار. الكرد أخوتنا ويعيشون بيننا. لديهم حركة قوية في الترجمة من العربية والفارسية إلى الكردية وهذا ما شاهدته عند سفري إلى أربيل والسليمانية. عالمنا بات صغيراً بفضل وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك الذي جعلني أتعرف على أصدقاء كرد الذين شجعوني على قراءة الأدب الكردي وعن طريقهم تعرفت على بختيار علي الذي يعد أحد أهم الأدباء في ألمانيا وهو مرشح بقوة لنيل جائزة نوبل… لدى الكرد الكثير مما يقولونه وأدبهم غني جداً، وتراثهم غني أيضاً. لو كان بإمكاني لترجمت عن لغات أخرى لفعلت ذلك بطيب خاطر، ولكن هذه حدودي وإمكانياتي وأتمنى أن أنجح في تقريب الثقافات في منطقة الشرق الأوسط.
هل يمكن القول إن الاهتمام يقتصر على ترجمة الأدب ولا يشمل الفكر وبقية الإنتاج المعرفي العربي، كيف تنظر إلى هذا الأمر وما هو السبيل لتجاوز هذه الحالة؟
صحيح إلى حد ما، ولكن دعنا لا ننسى أن الكثير من أعمال علي شريعتي وعبد الكريم سروش ومجتهد شبستري وحتى داريوش شايگان وهم من كبار المفكرين وعلماء الاجتماع والفلاسفة الإيرانيين قد ترجمت إلى العربية. وهذا ينطبق على أعمال مفكرين عرب كبار من أمثال محمد عابد الجابري وآخرين حيث ترجمت إلى لغات غربية؛ كما أن هناك فئة أخرى من الفلاسفة العرب وعلماء الاجتماع قد كتبوا بلغات فرنسية أو انجليزية مثل محمد أركون. ويعود سبب قلة الاهتمام إلى أننا كمجتمع شرقي لا نصدق أنفسنا كما يجب ونرى أن الغرب متقدم علينا في العلوم الإنسانية؛ ربما علينا أن نثق في أنفسنا أكثر. لذلك أقول أن حركة الترجمة ليست في خطر الآن، فهناك في الغرب يهتمون بكل ما هو جديد لدى الشعوب الأخرى.ما هي القضايا التي ترتكز عليها ترجمتك في هذا المجال النادر?
هل ما تحصل عليه من عوائد مادية يكفيك لتعيش؟
وهل هناك مترجم يمكنه الاتكال على الترجمة؟ بالطبع لا. فترجمة أي كتاب صغير تستغرق أكثر من شهر، ولكن المردود ليس بكاف. وإن كانت الكتب كبيرة فسوف تستغرق الترجمة خمسة أشهر أو أكثر وسيحتاج المترجم إلى نقود كي يدفع الفواتير أو يشتري بها طعاماً وكما تعرف فإن دور النشر لا تدفع إلا بعد إنجاز العمل وهذا ما يعقد الوضع بالنسبة للمترجم المتفرغ تماماً لعمله الأدبي.
ماذا عن كتابة الشعر؟
حتى الآن نشرت أربع مجموعات شعرية باللغة الفارسية في طهران وكابل ولندن وبذلك أنا العربي الوحيد الذي يكتب قصائده بالفارسية وينشرها في إيران.
وهل ترجمت الشعر العربي إلى الفارسية؟
نعم، ترجمت كتاباً يحتوي على قصائد مختارة للشاعر السوري الراحل محمد الماغوط؛ فضلاً عن ترجمة قصائد مختارة لشعراء عرب آخرين حيث طبعت في مجلات وصحف إيرانية مهمة.
ما هي الأجواء التي تترجم بها، وما هي عاداتك… وبماذا تنصح المترجمين الصاعدين؟
كما يعرف أغلب الأصدقاء فأنا متفرغ تماماً للترجمة حيث أعمل كل يوم عشر ساعات على كتاب ما حتى أنتهي منه، وإن وجدت صعوبات في فهم النص سأراجع المؤلف أو أستشير المختصين. كما أنني أقوم بتدريب جيل جديد من المترجمين وأنقل لهم خبراتي إن أمكن. لهذا لم أعد أعيش حياة اجتماعية ولا أشارك في النشاطات الثقافية الاجتماعية. لست نادماً على هذا القرار؛ إذ يمكنني تقديم كتاب جديد بين الفينة والأخرى. وبالنسبة لعاداتي في الترجمة، أحب الاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني الصوفية في أثناء العمل… ليست لدي نصيحة للمترجمين الصاعدين سوى أن يستمروا في قراءة الكتب ويزيدوا من خبراتهم.
ما هي الأعمال التي تشدك للترجمة ….هل هناك أسماء معينة تراها تستحق ترجمة كل ما تكتب؟
كل سنة حيث أذهب إلى معرض طهران الدولي للكتاب أرى بعض الكتب تصل إلى قائمة الأعلى المبيعات، ولكنني تعلمت أن المبيعات لا تعني الجودة. أغلب اختياراتي هي لرواد الأدب الفارسي الحديث، مع بعض الاستثناءات. ولكن هذا لا يعني أن الكتب التي تحقق أعلى مبيعات كلها رديئة؛ فرواية وجه الله التي ترجمتها ونشرتها في مصر هي رواية تقترب من الصوفية إلى حد ما. ما اختاره هو الوجه الأدبي لإيران. كما أنني أقوم بتعريف أدباء لا يعرف عنهم القراء العرب. أغلب دور النشر تريد أسماء معروفة عالمياً، حسناً، ماذا عن كتاب لم يشتهروا بعد ولكن أعمالهم جيدة ويمكن أن تستلهم الأدباء العرب؟ ماذا لو أصبح الأدباء المجهولين معروفين لاحقاً؟ وبالنسبة لاختيار العناوين ففي الدرجة الأولى أنا من أختار العناوين وأطرحها على الناشرين، وإن طلب ناشر ما كتاباً سأدرس الموضوع وعلى الأغلب سأوافق عليه. بالطبع هناك كتب رفضت ترجمتها لاعتبارات خاصة.
كيف هي علاقتك مع الكاتب الذي تترجم له؟
أغلب الكتب التي أترجمها فإن مؤلفيها أحياء ولدي علاقات ودية جداً معهم. حتى بعضهم زرتهم في بيوتهم. فالترجمة ليست عملاً، ولا نقل كلمات وحروف وعبارات؛ بل هي فن، لذلك على المترجم أن يدخل أجواء المؤلف ويشعر بها؛ وعليّ أنا المترجم أن تكون لي معرفة بتفاصيل الكتاب وخلفياته قبل أن أشرع بترجمته. لذلك ليس فقط أتواصل مع المؤلفين بل حتى أسافر إلى مدنهم أو أحاول أن أندمج مع الأفغان وأتعرف على ثقافتهم وبما يفكرون فيه وآمالهم وأعيش لحظاتهم.
هل قرأت لكتاب من اليمن … وهل هناك أعمال يمنية مترجمة للفارسية؟
قرأت لزيد مطيع دماج ووجدي الأهدل وكذلك علي المقري؛ ولكن مع الأسف لم يترجم الأدب اليمني إلى الفارسية حتى الآن.. حتى الآن ترجمت روايات عراقية ومصرية وسودانية وكويتية إلى الفارسية وأتمنى أن أترجم رواية يمنية في الأشهر القادمة إن شاء الله.
ما هو الکتاب الذی تقوم باهدائە لغیرک؟
أعتقد أني سأهدي ترجمتي لأعمال صادق هدايت وكذلك الرواية آخر رمان الدنيا للمؤلف الكردي بختيار علي.
ما هو العمل والكتاب الذي استدعاك لترجمته… ولماذا؟
رواية القلعة وكلاب أبي التي لم تنشر حتى الآن، وهي رواية صغيرة عن السلطة الذكورية القمعية التي ترتبط بشكل وثيق بسلطة الطغاة على أنظمة الشرق الأوسط. ما شدني بهذه الرواية أسلوبها السلس والحبكة الرائعة وكذلك تشبيه بلادنا بالقلاع التي يحكمها آباء مستبدون.
هل نستطيع القول بأن غسان على واجهة أهم المترجمين؟
هذا السؤال يجب أن تطرحه على القراء والناشرين. أنا أقوم بعملي وأحاول أن أقدم الأعمال الجيدة بترجمة دقيقة. لست مهتماً بمكانتي فهدفي هو تعريف أدب الضفاف الأخرى.
وماذا تعني لك منظومة الجوائز الأدبية؟
لا يوجد شيء جيد بالمطلق ولا سيء بالمطلق. الجوائز جيدة تساعد المترجمين والأدباء ولكن نتمنى ألا تكون على حساب المبادئ.
ما الذي تتمناه للترجمة من اللغة العربية وإليها، وما هو حلمك كمترجم؟
بصراحة الإجابة على هذا السؤال لهي معقدة وصعبة إلى حد ما. فهناك الكثير من الكتب الأدبية والفلسفية وحتى الفنية تستحق الترجمة إلى الفارسية ولكنني لست قلقاً بهذا الشأن، فهناك مترجمون إيرانيون أكثر من المترجمين العرب الذين ينقلون عن الفارسية، ويمكن لهؤلاء المترجمين اختيار عناوين جيدة ويترجمونها. ولكن بالنسبة لترجمة كتاب عن الفارسية فأتمنى أن أوفق في ترجمة أعمال صوفية مهمة. وحلمي كمترجم أن يتم تأسيس مركز ثقافي كبير يقوم بتقريب الثقافات دول المنطقة التي فرقتها السياسة والكراهية.
كلمة أخيرة تود قولها لليمن :
كثيراً ما يؤلمني وضع اليمن، هناك حروب مستمرة، هناك تدمير التراث، هناك مجاعة، وحصار واستخفاف بحقوق الإنسان وتوقف الصناعة ومشكلات أخرى لا يمكن عدها. أتمنى أن تنعم بلادكم بالسلام والاستقرار فالشعب اليمني من الشعوب العريقة وله فضل كبير على الحضارة العربية ويستحق الأفضل.