العلمانيون والشيوخ العرب خارج السياق الحضاري

سمير درويش | شاعر وناقد مصري ورئيس تحرير مجلة ميريت الثقافية

العلمانيون العرب لا يستطيعون طرح أفكارهم بحرية، تلك التي تخص الدين في جوهره كرسالة وكأفكار، وعلاقة الدين بالحياة، التي يراها المتدينون وحدة واحدة لا يمكن أن تتجزأ، لأن العلمانيين يدركون أن طرح أفكارهم بصراحة ثمنها حياتهم نفسها، بل يمكن أن تمتد الملاحقة إلى الأبناء وأبناء الأبناء، لهذا لا يمكن -هنا- أن تتحدث عن (الحرية) في الفكر، ومقارعة الحجة بالحجة.. وهذا الكلام النظري!

لهذا السبب تأتي الدراسات العميقة في العقيدة الإسلامية من عند المستشرقين، الذين يعملون بأمان أكبر، ويطرحون ما يتصورون أنه الصواب كما يتراءى لهم بالفعل، لا بالقدر الذي يتيحه المجتمع ويحافظ على الحياة والأمان العائلي والمادي. فهم الذين ينقبون في التاريخ المادي، ويدرسون الوثائق والمخطوطات والآثار، ويطلقون خيالهم في الفحص والدرس والمقارنة والاستنتاج.

الشيوخ يظنون أن هذه الدراسات لا أهمية لها لأنها لا تؤثر على العقل (الداخلي) في الدول الإسلامية، وقد يكون هذا صحيحًا من قبل، لكنه الآن ليس كذلك بعد انتشار وسائل التواصل والاتصالات، وإتقان اللغات الأجنبية بين الأجيال الجديدة التي تتعلم في مدارس اللغات، لذلك فالأولى بهم أن يفتحوا الباب أمام الدارسين، فمقالة هنا أو بحث هناك لن يهدم دينًا أرسله الله وضمن بقاءه وإظهاره على الدين كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى