شهداء قلّة المسؤولية
سهيل كيوان | فلسطين
صحيح أن الفِتية الثمانية الذين لاقوا حتفهم في حادث طرق في منطقة أريحا هم شهداء لقمة العيش. أولئك الفتية، الذين لم يبلغ أكبرهم الثامنة عشرة بعد. وصحيح أنهم كانوا في طريقهم إلى العمل أو عائدين منه، وصحيح أننا نؤمن بالقضاء والقدر و”إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون”، وفي هذا بعض العزاء، وندعو الله أن يصبّر ذويهم، وذوي غيرهم من ضحايا حوادث الطرق والعنف وحوادث عمل، إلا أنّهم في نهاية الأمر، شهداء عدم القيادة الصحيحة للسيارة، وعدم الالتزام بقوانين السّير.
وعدم قدرة سائق المَركبة على تقدير خطورة الشّارع، الذي يتطلّب يقظة وحذرًا وانتباهًا متواصلا، خصوصًا عندما يكون في السَّيارة عدد كبير من الأرواح.
عدد ضحايا الشّوارع كبير من اليهود والعرب، ولكن من الواضح أن أعداد الضحايا العرب أكبر بكثير نسبيًا، كما هو الحال مع ضحايا العنف وحوادث العمل.
السيارة أداة نقل وعمل وتتحوّل إلى سلاح فتّاك مثلها مثل القنبلة وأكثر، عندما يجلس وراء مقودها سائق غير مؤهّل أو متهوِّر يتصرَّف بدون مسؤولية.
هناك حالات يتمتُّع فيها السائق بثقة زائدة بنفسِه، ويتصرّف كأنه معصوم من الحوادث، فيظن أن مرور سنوات طويلة له على الشارع دون حوادث هو ضمانة لعدم التورّط في حادث، وكثير من السائقين يعتمدون على نباهة السائقين الآخرين متخلّين بهذا عن مسؤوليتهم عن أنفسهم وعن غيرهم، فيقودون بصورة مغامرة.