نهار ضرير
سميرة عيد | سوريا
ولآخر الوجع الطويل …سأمشي …
ولأنّك الوجه الآخر لبوحي سأصمت ،
سأعيش منفاي و سأمتطي غيمي المحموم
وأشكو شحيح الوقت وسيل الظنون…
كنتَ هناك …حين أشرق صوتُك على شرفة قلبي
وانحنى الوقت إيذاناً بالقادم الجليل ..
لم تكد عصافير القلب تطلق أجنحتها
لتتلوَ شذا الكلمات حتى جفّ الحضور
وتناثرت وريقات الصبر ..
إذ نأى القرنفل الشرقي بسُمرته
وتحوّلت أنفاسي ثعابيناً تستبيح صدري ….
قد كنت أغلقتُ الحروف والقصيدة ..
وأسقيتُها كحلَ شجوني..
وأرسلتُ صوتي صوبَ الثّريا
يفتُش في أخاديد الوقت عن مشكاة صبر ..
عن حوّاس أضعتُها ذاتَ يوم ٍماطر….
من ياترى يفكّ طلاسم ذاك الوجه ؟!
حزنٌ طويلٌ… طويلٌ… ونافذةٌ هزيلةٌ صفراءُ ..
أتراه يعصُرُ عقلَه أم أنً حمّى العيون القريبة قدنسجت جدارتلك اللامبالاة ؟!
والموتُ عندي أهون من الولوج في خزائنَ فارغة …
مادار في خلده بأنّ الخافق قد ادّخر اللّيل في الصّباح لينفقَه على ضفاف ذلك الأفق العريض …!!؟
وبين إحجام واندفاق… انطفأ السّحاب المشبع بالقمح المعتّق.. وغسلَ الجمودُ صرخة َ الحصاد فأنكرَ القمرُ هالتَه ومزّق خيطان الأماني… وجرى هارباً مخلّفاً وراءه نهاراً ضريراً
وغديراً ظمآناً يؤبّنه الغراب