مرارة الواقع
ياسمين كنعان | فلسطين
في السيارات لا شيء يدور سوى العجلات، ولست متأكدة إن كانت تدور أم ذاك وهمي..أشياء كثيرة دخلت في دائرة الوهم،ولم أعد أكترث بوضع الفواصل بينها..!
تدور أو لا تدور..ما عاد شغلي الشاغل تتبع الحركات وكل ما في داخلي ساكن، وما عدت أشغل نفسي بقطع الطريق العبثي بأسئلة عابثة، وما عدت أعترض،أحتاج أحيانًا أن أنغمس في كتاب، ربما في صفحة منفردة، ربما في سطر واحد، هناك أمارس شرودي بحرية تامة، وقد أحاور نفسي أو أكتفي بالفرجة عليها وهي تتقلب وتختلف بين حين وآخر هيئاتها..!
الرواية بين يدي، بعد هنيهة سأكون هناك، أرافق”عدنان” في طريقه، أتتبع أقداره التي ركلته طويلا ودون توقف..!
وتسألني “من عدنان..؟!”وأحتار في تصنيفه، هل أخبرك عن الراعي البسيط الذي أحب “سميرة” على أطراف الوادي، عن عدنان الذي تغير إيقاع حياته بسبب وعد لقاء لم يتحقق، عن عدنان الذي تلاعبت”الكبسولة” في مصيره، عن الفلسطيني التائه في كل منافي الأرض،عن حلم الرجوع الذي يراوده كلما نأت به المسافات، عن مرارة السجن والغربة والتشرد، عن الوطن الذي ضاع بالمفرق والجملة..؟!
هل أخبرك عن الحب الذي لا يتسع له واقع، عن القلب حين ينبض، وحين يعشق وحين يتعلق وحين يستبد به ألم الفراق..؟!
وكأنك لا تعرف كل هذا، وكأنك لم تتجرع مرارة الواقع..!
دعك من كل هذا ولا تلح علي مرة أخرى، و لاتطلب مني أن أكتب أي نص..فما عاد عندي ما أعطيه لكل هذا البياض، ليأخذ هو مني ما يشاء..! أي فرق ستحدثه كلماتي في عالم لا يسمع ويتعامى عن رؤية الحقيقة..!
دعك من كل هذا ودعني أغرق في عالمي الورقي فقد سئمت من حرق نفسي ونثر رمادها في بحار التيه، ولا أريد أن أكون عود بخور في معابدكم سئمت من الاحتراق..فكل ما كتبته سدى..!