وَلَيسَ يَصلُحُ غيري لِلعُلا سُورِي

عمر هزاع |شاعر سوري مقيم في قطر

دُورِي- هُناكَ- فَفِي أَرجائِها دُورِي
وَأَنصِتِي؛ ما شَدا عُصفُورُها الدُّورِي
*
تَفَسَّحِي فِي رُباها, استَنطِقِي عَذَبا
تِ النَّهرِ, وَانسَفِحِي فِي “عِينِها الحُورِ”
*
وَسائِلِي أُرجُوانَ الشِّعرِ: (كَيفَ غَفا
فِي جُرحِها؟ فَتَباهَى النَّزفُ بِالنُّورِ!)
*
مَراوِدُ الصُّبحِ, حِنَّاءُ المَساءِ, صُرُو
حٌ مِن قَوارِيرِها, وَالوَجهُ بَلَّورِي
*
الشَّمسُ مِنها لَهَا, كَالياسَمِينِ عَلَى
جَبِينِها, وَعَلَى الخَدَّينِ كَالجُورِي
*
إِذا تَثاءَبَ قِندِيلُ الدَّجَى وَثَبَتْ
نَحوِي؛ لِتُوقِدَ فِي الأَحشاءِ تَنُّورِي
*
بِها انصَهَرتُ, بِها اشَّكَّلتُ, وَانبَعَثَتْ
“نُبُوَّتِي”, وَبِها مَزَّقتُ “كافُورِي”
*
لَهَا دَمِي, وَدُمُوعِي, وَارتِدادُ صَدَى
رائِيَّتِي, وَلَهَا صَوتِي, وَجُمهُورِي
*
غَرامُها السَّرمَدِيُّ انحَلَّ فِي نُسُغِي
وَفِي تَآكُلِ أَغصانِي, وَجُذمُورِي
*
وَفِي ابيِضاضِ عُيُونِي, وَازرِقاقِ فَمِي
وَفِي اسوِدادِ أَزاهِيرِي وَيَخضُورِي
*
وَفِي شُواظِ عَذاباتِي, وَفِي لُغَتِي
وَفِي تَراتِيلِ “أَلواحِي” وَ”مُزمُورِي”
*
إِذا أُقَبِّلُها… يَجتاحُ أَورِدَتِي
نَبضٌ يَهُزُّ شَغافَ القَلبِ, أُسطُورِي
*
مَهدُ الحَضارَةِ, يَنبُوعُ الخُلُودِ, بِدا
ياتُ الحَياةِ, انتِهاءُ النَّفخِ “بِالصُّورِ”
*
فَكَيفَ أَهوَى؟! وَمِنكِ العُذرُ؛ آنِسَتِي
سِوَى التِي..؟! وَلِمَ العُتبَى لِمَعذُورِ؟!
*
فَأَطرَقَتْ, ثُمَّ رَدَّتْ فِي مُكابَرَةٍ
(ذَنبِي: نَزَلتُ مِنَ العَليَاااااا… لِمَغمُورِ!
*
مَن أَنتَ؟), قُلتُ: (اتِّقادُ “التِّيهِ” دَربُكِ لِي
إِذا التَمَستِ شُعاعَ الضَّوءِ مِن “طُورِي”
*
تَقَحَّمِيهِ, فَلِلنِّيرانِ مَوعِدَةٌ
إِذا استَطَعتِ, وَفِي ثاراتِهِ فُورِي)
*
(مَن أَنتَ؟) كَرَّرَتِ التَّسآلَ, قُلتُ: (أَناااا
-وَلَيسَ يَصلُحُ غيري لِلعُلاااا- “سُورِي”
*
وَهْيَ “الشَّآمُ”! وَمَن مِثلُ “الشَّآمِ”- إِذا
تَطايَرَ العِشقُ مِثلَ الرَّملِ- أُحفُورِي؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى