حليب الهاوية
فتحي مهذب تونس | تونس
اللوحة للفنان: كونستانتين رازوموف
قبل أن أرضع الهاوية
وأملأ جرني بدموع الأرامل
تركت غصونك تفكر.
أوراقك تتدافع كالهواجس.
ستأتي أمطار السنة القادمة
مليئة بالنساء والذهب.
ستكون القوارب جاهزة
سيكون الضوء بطول خمسين ذراعا
والشرفة ملآى بقمح التفكير .
تركت الفراشة تئز
كان حليبها دافئا مثل مكعبات الضوء.
نصوصك المفترسة تهاجم ديك المخيلة.
الذئب يمضغ قبعة المزارع
وأخي يغسل تابوته بماء العادة السرية
يفرك ساعاته الحرجة في المبغى..
كتفاي من قش ونميمة
والجثة من رخام أحمر.
في أغسطس تجن ذئبة الميتافيزيقا.
أطلق السماء وأتزوج الأرض.
ويصفق لي جبرائيل بجناحين من البرونز.
جرعتي من الأوكسجبن لا تكفي
لإيقاظ سمكة السهو
في أغسطس
تلبسين وجه الله
ترقد السماء على سريرك
مرصعة بالفهود والموسيقى
يسقط نرسيس في البحيرة
أسقط في قاع المرآة
يسقط البهلول في التجربة
ظلك ثعلب نائم تحت شجرة الأكاسيا.
في أغسطس ينضج لوز عربات الأموات
أنتظر شجرتي الحزينة لنفرغ دموع العائلة
أنتظر سلالا من العيون الثاقبة
العميان يملأون الرقعة.
أنتظر اللاشيء
أنتظر بريد نعامة الهواجس
دموع مسدس الفارس الشركسي
في أغسطس يهبط ديكارت
من شرفة رأسي
الكوجيتو حصانه الوحيد
والكلمات غابته الكثيفة.
بيتنا رماد وصلواتنا طيور نافقة
ولولا نبيذ نهديك لانتحر العازف
في الكازينو .