عش معي خيالي ياسمين

 كنعان | فلسطين

لا تطلب مني أن أصف لك المشهد الآن؛ سأكذب كما يكذب الكتّاب عادة ، سأخترع مشهدي بنفسي فأنا لا يعجزني الوصف ما دمت قادرة على التخيل والتحليق بعيدا على أجنحة الخيال؛ سأقول لك” غرفة صغيرة دافئة مطلية جدرانها باللون البنفسجي، وأغمض عيني وأحاول أن أتناسى الشقوق والطلاء المتقشر وهذا الحائط الباهت..! ثم أصف لك السقف المطلي بلون أبيض ناصع، تتوسطه ثريا من الكريستال..وأبتلع ريقي وأن أحدق بالضوء المشنوق الذي يتأرجح من سقف الغرفة البائس..! مكتب صغير تعبق منه رائحة الشجرة الأم، ولست متأكدة إن كان من البلوط أو الزان، على المكتب “table lamp “، و أوراقي المبعثرة والكثير من الأقلام، ورشفة أخيرة باردة من فنجان قهوة الصباح..! ألتفت إلى الركن المعتم لا أرى إلا الفراغ..! وأستفيض في الوصف؛ أرضية الغرفة تغطيها سجادة ذات شكل مستطيل، كثيفة الوبر، ألوانها تتوافق مع ديكور الغرفة فيها البنفسجي والأبيض..وحين تدوس قدمي أرضية الغرفة يقرصني البرد ويتسرب إلى عظامي..! ” هل صدّقت خيالي أم واقعي يا ترى..؟! لا تطلب من امرأة تعيش الحياة في خيالها أن تصف لك المشهد الذي أمامها، ستحول جحيمها إلى جنة، و سقفها الباهت إلى سماء مرصعة بالأنجم، ستخلق لك ألف فناء تحت النافذة وألف حديقة، ستقول لك سعادتي اليوم لا توصف فقد أزهرت أخيرًا الياسمينة، أو ربما تقول لك شتلة النعناع بخير؛ فهل أدعوك إلى كوب من الشاي الساخن..؟! امرأة الخيال ليست امرأة يا صديقي..فكيف تصدق لقاءات الخيال، وكلام الخيال، وعناق الخيال..؟! كيف تسلم روحك لامرأة مفتونة برسم ما يمليه عليها خيالها بالكلمات..؟! كيف تصدق امرأة الكلمات هذه..؟! لا تطلب مني أن أصف لك المشهد الآن أغمض عينيك وعش معي خيالي..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى