كهوفي السرية

حنان بدران

لطالما كنت كممحاة
تمسح ضوضاء الذاكرة
وتعيد القلب نظيفا بلا حكاية
تركض فوق مطارق الحروف بلا خيبات
رسائلي إلى الرجل المستحيل
ابق كما أنت
لا مبال
كحصان بري
سأهرب منك
لأنك الغموض
في نقيق الشجار الأليف
ابق نائيا
كي تبقى كتابا جديداً لا يُقرأ
ولن أقص أوراقه يوما
دع عينيك الساهمتين
إلى الماضي الغابر اللامكتمل
أطلق سراحي في مدن الحيرة
والغموض
وشوارع التنهد
على حدود تفصلنا ولا تجمعنا
على حدود قارات
والأسرار الكونية
لا تكن لي وأنت لا تقرأ
صمت دموعي
كي لا تنتهي
اتركني وأنا أحمل خرائبي وحرائقي
أنبش في في صناديقي العميقة
التي دفنتها منذ عصور غابرة
ونسيت مفاتيحها السرية
وعبثا أتذكر صيغ فتحها!!
لم تعد أعماقي سرا
وهي تحتفظ بصناديقها
حتى لا يبوح بها لمخلوق
حتى باتت أعماقي
لا تبح بسرها حتى لي!
أقف أمام المرآة
عبثا أراني
فلا ملامح لي
أرى امرأة ترتدي ثيابي
تحمل أوراقي أقلامي
تهرول إلى الداخل
ولا تلتفت لي،
إلا في ومضة برق تلمع أمامي
ودائما تخلِّفني ورآها،
في كهوفي السرية
وأنا أدري ولا أدري…!!!
ح.ب

#المشاكسة-غجرية متمردة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى