تواطأت مع القمر
سهام الدغاري | ليبيا
استمر في التظاهر أنني بخير
ولايهم إن كان النهر يسيل خارج مجراه
وأن كانت زهرة دوار الشمس الواقفة على نافذتي منذ أكثر من ألف حزن
تواطأت مع القمر
لتصنع من قرص الشمس رغيفاً
تطعمه للنمل الذي يتسلق ساقها عند كل صباح
أستمر في التظاهر
لأني سئمت هروب الجواب من باطن السؤال
سئمت زعيق علامات الأستفهام المتدلية من سقف غرفتي كالوطاويط
تمص دم كل تفسير يراودني
سأستمر ، رغم إن عربتي المهترئة تنازع للوصول لوجهة لا أعرفها
ركضاً أو زحفاً سيكون الأمر سواء
فاللحظات المارقة تعبث ب لافتات الطريق
والجهات الأربع تكورت على نفسها
لتتدحرج نحو مرمى الخيبات
أماخطوط العرض والطول فغادرت الكرة
وتجدولت فوق وجهي
لتخبرني بأن العمر يمضي
وأن مرآتي التي تنكرت لملامحي أدارت وجهها لفتنة أخرى
و قميصي الذي قده الغياب لن يرتقه ألف خيط من صبر
ومع ذلك أردد أنا بخير
وأنا أحاول أن أقبض على التقاويم بأصابعٍ مبتورة
وأن أفوز ولو بيوم واحد.
أعلقه على مشجب الذاكرة
أعنونه –بيوم سعيد–
أنفض الغبار عن كتفيه كل صباح
قبل أن أذهب لأجالس بؤسي أو أحتسيه مع فنجاني المر
وقبل أن أستمع لفيروز — نطرتك أنا– وقبل أن أبتدي بالسؤال
كم ورقة تبقت في الأجندة ؟ وهل تكفي لمزيد من الانتظار ؟ ولمزيد من التظاهر •