الكذب الجميل

ياسمين كنعان | فلسطين

كذبة بيضاء أو ملونة بألوان قوس قزح تجعلني أستمر وأتناسى هذا الواقع المفرط في واقعيته البائسة؛ كذبة جميلة لن تهدم الكون؛ وأنت سيد الكذب الجميل..!

كم مرة كذبت علي وعشت كذبك الجميل..؟!

كذبت حين قلت “نحن الكتاب الذي لا تنتهي صفحاته..!” كذبت حين قلت ” عيونك مرايا الكون..!” كذبت وغبت، وكلما كانت كذبتك أعمق طالت مدة الغياب، ولم تفكر ما الذي يمكن أن يحدث لمراياك حين تغيب..!

ولم تسأل ماذا حل بمرايا الكون من بعدك، وأي صور تتشكل فيهما الآن..؟!

كنت كمن يعد وجبة خيال لعصفور، ثم يغلق النافذة..يغيب وجهك خلف الستارة..ينقر العصفور وجبة خياله، ويفلي ريشه بمنقاره، يحدق في انعكاس صورته على الزجاج، يستمع لصوته مرات ومرات وهو يعيد الغناء..!

يحاور الطائر الذي أمامه بمنقاره، ودون قصد يقرع نافذتك، وبقصد كنت تتجاهل النداء..!

غبت وتركت للمرايا حزنها وضباب أنفاس العابرين، ولهاث الراكضين في واقعي المكتظ بالحمقى..!

غبت وتركت المرايا فارغة من ملامحك، ليس فيها سوى النظرات الفارغة..!

ماذا حل بمرايا الكون من بعدك، وكيف تمكنت من رؤية العالم بدون مراياك يا سيد الكذب الجميل..؟!

كيف صدقتك حين قلت” ضرير أنا، أتحسس طريقي بأصابعي فامنحيني ضوء عينيك وردي إلى عيني النور..!”

كذبت..وأعرف أنك تكذب، وأحب ما يمنحه لي كذبك الجميل من حياة..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى