أدب

أنثى الأفكار

كأنها الشعاع المُحيِّر ما بين النور والبركان ..!

د.محمود رمضان

ودَّعَت الروح على حين غرة
استبقت الوداع
بجملة
أمضى من السيف في ذبح فؤادي..
قالت : تمهل قليلاً
فأنا يا سيدي
يوماً أراك بعينين يقظتين
تغدو وتعود من الجنة
ويوماً أراني كأنني أقف على حمم بركان ..!
فنصف ردائي
نُسج من السندس والحرير له عنوان
والنصف الآخر
يُشعّله فتيل العشق المستعر الذي
لا تطفئه الأنهار

خُذ
قبساً من رماد هذا الغرام
كأغنية يتوق لها الوجدان
أترك
عنك أطراف ردائي
لا تنزع التطريز
الذهبي
المعتق
فتحت كل سداة أو لحمة
ألف ألف قنديل زيت وأفكار

أنا أنثى..
أقف هكذا..
قدمي اليمنى
تغوص في الضياء الحاجب
للرؤية في بحر تزينه الشعب والمرجان
قدمي اليسرى
يَنبُت منها ذاك اللهيب
كأنه قادم من فوهة البركان
هذا قدري..

أنا أنثى
يتساوى حين يدق فؤادها
نصفي الكرة الأرضية
وكذلك العتمة والإبْصَار
تَنَحّى جانِباً يا حبيبي
استنشق الهواء
المختلط بالياسمين من جنة الرضوان
قصتي
كعصفورة على قمة جبل
في يوم ماطر
يجرفها عنفوان السيل
فتصير أوردتها مخرات نزف
وأوديتها يحطمها الإعصار

ابتعد عني
أرجوك
ابتعد
فأنا أترفق بك يا عمري
أحنو على ما تبقى منك
إن الحزن المكنون خلف عينيك
يستحق التضحية والقتال
لكنني من أجلك
قطعت عهداً
أبرمته مذ عقدين بالتمام والكمال
أتذكر حين التقيتك أول مرة
ولم يكن هذا العشق في الحسبان

آه..
كبلني حبك يا حبيبي
أنت الخليل والحبيب
وكل ما يمكن للنساء ذكره في هذا المقام
أذهب لدنياك هذا أفضل..!
أما أنا
سأعود لبوتقتي وأسرارها الخفية
لا إفصاح لعهدها
ولا سماح لغيرك
فيما تبقى من العمر
أو
في الذي ولى منه وضاع
أحببتك والله يشهد أني صادقة
لكن لا يكفيني إلا كلك
وغيره لا يستباح

ثق
أنني أهرب من كلماتك التي تراقصني
ليل نهار
تجعلني أحوم حول واديك كمَا ‏الفراشة
بأجنحة من لهيب العشق المحال
لا سبيل للانْفِكاك من غرامك القاسي!
لا مرسى ليّ فأبصره
تلك شعلة تعلو الفنار
تنصهر ألواني
تغرد في الورى كذكرى من الغبار
تذوب محملة بالحب في لهيب الهيام
شظايا اِمرأة بلا آثار

اِنْتَظِرْ قليلاً
أرجوك
أمنحني فرصة فما أن تطأ قدميّ أرضك
سأكون عندها ملك يديك ولك القرار
لا تيأس ..!
أنت الحبيب
ولا حبيب غيرك يأخذني من ذاك البركان
سأسكن فؤادك للألف عام الآتية
وإن صَعَدت فأنا ظلك تَسَنَّمَ وتيني حبك
ينتظر هذا اللقاء
وعدك ليّ أن نعلو معاً
لا خليل يترك خليل روحه في نهاية المضمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى