أدب

جرنان أو إزكي

بمناسبة انعقاد ندوة: إزكي عبر التاريخ

شعر: هلال بن سالم السيابي – الشارقة

مهداة لسعادة الشيخ سلطان بن هلال بن خليفة العلوي والي إزكي ردا وشكرا على دعوته الكريمة.

حدٌِث عن السٌيفِ أو حدٌّث عن القلم
فما حديثُك عن “إزكي”بمتٌَهم

***

ولا البيانُ بها تنبو عوارضُه
وإنما هوَ مثلُ العَارِضِِ العَرِم

****

علَت بها شامخاتُ المجد من حقبٍ
ولم تزل، ورعاها العزٌُ من أَمَم

***

إن يُذكرِ المجدُ يُذكرْ عزٌُ مَفرقِها
في كلٌّ معتركٍ أو كلٌّ مُلتَئَم

***

كم حدٌَثَ الدٌَهر عنها من حديثِ هَوىً
وكم جرت بهواها الخيل بالأكم

***

وكم علت “بنزار” في ملاعبها
وكم سمت “يمن” منها على القمم

***

تأنٌَقَ المجد فوٌَاحاً بساحتها
فلا تشمٌُ بها إلا شَذَى الشٌمَم

***

أهلٌَة المجدِ أهلوها وفتيتُها
من سالف الدهر بين العِلم والعَلم

***

إذا نزلتَ بها تنزلْ على حَرَمِ
عالي الجنابِ ، وإن تَرحلْ فعن حَرَم

***

قف بي نحيٌِي رفاتاً من أعاظمها
ومن سَموا بعمان المجد للعظم

***

لكم أقاموا بها أركانَ مملكةٍ
وكم تعالوا بها في كلٌّ مُقتَحم

***

إذا أتيتَ رباها والوغى ضرم
فلا ترى من بنيها غيرَ مُضطَرِم

***

وإن أقمتَ بها فالمكرماتُ بها
خفٌَاقة، وبُنُودُ العزٌّ في تَمَم

***

أعلامُها بجلال الله خافقةُُ
و أسْدُها يومَ هولِ الرٌَوعِ كالحُمَم

***

لم يحنِ صرفُ الليٌالي من أعنٌَتِها
ولم تَرعُها اللٌَيالي يومَ مُصطَدَم

***

تآلفت والقنا في كل مُعتَرَكٍ
وزيٌَنَتها عُلىً في كلّْ مُلتَحَم

***

فإن أتيتَ “نزاراً ” خلتَها فَلقَاً
من الصٌَباحِ ، وإن كانت من الأجم

***

وإن أتيتَ مدارَ العز في “يمن”
ترَ الشموخَ على الأجباهِ والشيم

***

اللهُ يشهدُ كم قلبي يمورُ بها
هَوىً، و كم ولعي يلتاع من ضرمي

***

قد اصطبتني بآياتٍ منوٌرةِ
أزهى من الشمس أو أزهى من النٌُجُم

***

كريمة الخيم، كم عاذ الجلال بها
بكل منتدب في لله منتقم

***

سل بالأجِلٌة من أبناء دوحتها
تجيك عنهم بطاح القاع والأكم

***

وحدٌّث الدهر عن تاريخها ألقاً
فإنه بحر مَجدٍ اي مُلتَطِم!

***

إزكي، ويعلم ربي ما أكابدُه
في حبٌّ موطنيَ الوضٌَاءِ من ألم

***

أريدُه بالثريا من سناً وضياً
ولا أريدُ له حِلاً سِوى القِمَم

***

ولا أراه لعمرُ الله غيرَ ضِياً
بالشمس، أو ألقا يجري بكل فم

***

حملته بفؤادي، والهوى قدر
منذ اليفاع،وأجريت الهوى بدمي

***

أقسمت من ولعي أن لا يكون سوى
بجؤجؤ العين، فليفخر به قسمي

***

حملت رايته حلا ومرتحلا
صَبابةً، والتٌَصابي منبع الحلم

***

وبتٌ من ذكره ريٌَانَ مُنتَشِياً
حتى وضعتُ بآفاقِ السٌُها عَلَمي

***

لكن أخافُ عليه، وهو من حَذَرٍ
ان لا يُمَيٌزَ بين البُهْم والبَهَم!

***

ما كلٌُ مُطْرِ بِمُهدٍ ما بأضلُعِهِ
وليس كل بيانٍ صادق الكلم

***

فيا بني وَطني هيٌَا يداً بِيَدٍ
نبينهِ بالسٌيفِ أو نبنيهِ بالقَلَم

***

فإنما المجد عرفانُُ مشيٌَدةُُ
أركانُه برفيعِ الخُلقِ والهمم

***

وإنما المجدُ أخلاقُُ مُطَهرةٌُ
كما تضيء نجومُ الافق في الظلم

***

ليسَتْ بغيرِ العوالي السٌُمرِ ساطِعةً
تسمو الديارُ وتعلو سامكَ القِمَم

***

ولن تُرِفرفَ راياتُُ وألويةُُ
بغيرِ علمٍ ولا هَديِ ولا شِيَم

***

وذا هو الفرق ياشهب العلى أبداً
بين النسور لعمرالله والرٌخم

***

فابنوا لها البناءَ لها عزاً ومَنقَبةً
حتى ترفٌَ بكم في المظهر السٌَنم

***

وشمّْروا – لا عدتكم كلٌُ فَاضلةٍ –
عن السٌواعدِ، وَثٌابِينَ في شَمَم

***

وليكلإ اللهُ فيكم عزٌَ رايتِه
كعهدِها أمسِ بين الحُكم والحِكمَ!

***

يا أيها المحتفون اليوم في بلدٍ
مَنيعةِ الهامِ من عزِِ، ومن همم

***

آهٍ أتدرونَ ما ضم التراب هنا
من الجلالَ وماوارى من الكرم

***

أجل، فتحتَ الثرى أنفاس كوكبة
جلٌَت عمان بهم في مفخر الأمم

***

حذار، فالترب يحكي سِفرَ موكبِنا
عبرَ الحياةِ، ويروي قصة العِظَم

***

وبينَ ساحاتِه من عَبقرٍ نَفَسُُ
يَشِي بما خلَُدَته الأمسُ من أطُم

***

“إزكي” و “نزوى ” مع “الفيحاء” آصرة
وثيقة العهد ب”الرستاق ” أو “كدم”

***

حواضِرُ الوطن الغالي وأنجُمُه
ومهد أمجاده من سالف القدم

***

فماحديثي عنها أو حديثُكم
إلا كما يأخذ المنقارُ من عرم !

***

أبناءَ أزكي سلاما كالشذى عطرا
أذكى من المِسكِ أو أحلى من النغم

***

إن يَقصرِ الشٌعرُ عن عالي منازِلِكم
فإنٌَما الشعرُ عن مرأى النجوم عَمِ

***

هبوه من لُؤلُؤّ قد كان أو دُررٍ
فأين منه الوفا ياقوم بالذٌّمم!

***

لكن قلبي وإن أزرى البعادُ به
فليس يوماً على حبٌٍ بمتٌَهم!

***

فالتقبلوه نَدَياً من شَمائِلِكم
وطَاهراً مثلَكم في الحرفِ والكَلِم

***

والله يحفظُ أرضَ المجدِ عاليةً
راياتُها الشمٌُ في بدءٍ ومختَتِم!

25 من صفر 1445 هجرية – 12 سبتمبر 2023 م

* (اليمن) و(نزار) محلتان عريقتان بإزكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى