الْـحُـبُّ الْمَـذْعُـور

 عبد الصمد الصغير. تطوان | المغرب

كَمْ طَريقـاً سَوْفَ تَمْشِيها ، وَكَـمْ
مِـنْ رِفَـاقٍ ، مِـنْ مَـواعيدٍ وَ كَـمْ

مِـنْ مَــودّاتٍ … بِـلا قَــلْـبٍ وَ لا
فَـلْـسَفاتٍ … مُـفْـضِيـاتٍ لِلْـعَـدَمْ

أَيُّـهـا الْـمُـحْـتارُ قَـلْـباً … لا يَــرى
وُدَّهـا يَـبْـدُو ، وَ مَـهْـما قَـدْ كَـتَـمْ

لا تَـكُـنْ مُـسْـتَشْـعِراً ، غَـيْرَ الَّـذي
فيكَ يُجْـدِي حِيـنَ تَـبْـرا منْ أَلَـمْ

يـا أَنَـا ! قِـفْ هـا هُـنا وَ اتْـرُكْ لَـها
أَمْـرَهـا ، كُنْ عـادِياً وَ اهْـدَأْ وَ نَـمْ

دَعْ شُـكُـوكـاً ، دَعْ كَـلاماً فـارِغـاً
دَعْ جُنُـوناً وَ اسْتَعِـذْ قَـبْلَ النَّـدَمْ

دَعْـكَ مِنْ هٰـذا ، كَـفى منْ تـابِـعٍ
أَيُّـها الْإِنْسـانُ ، دَعْ عَـنْـكَ النِّـقَمْ

أيُّـهـا الْمَـذْعُـورُ حُـبّـاً ، قُـمْ كَـفى
مِنْ عِـنادِ الْـقَلْـبِ ، مِنْ رَدٍّ صَـدَمْ

أَيُّـهـا الْـمَــيّــالُ قَـلْـبـاً … لِلَّــتِـي
ما رَأَتْ غَـيْـرَ الَّذي فِيهـا انْضَـرَمْ

غَــرَّكَ التّـفْكـيـرُ … ظَــنّـاً غـافِـلاً
تِـهْتَ أَفْـكـاراً تَـرى حَيْـثُ الْعَـدَمْ

هَـلْ تَـرانـي جـائِـعـاً تـاقَ الْـهَـوى
أَمْ تُـرانـي مِـنْ دَمٍ .. ما انْـسَجَـمْ

هَـلْ أُعـانِي حَـيْـرَةً ؟.. أَمْ لَـعْـنَةً؟
أَمْ أُدارِي فـي صَـبِيٍّ مـا احْـتَـلَـمْ

وَيْـحَ أَشْـواقٍ … فَـكُـلِّـي فـائِــرٌ
مِنْ جَبيـنِي منْ يَدي حَتّى الْقَدَمْ

أَنْـتِ مِـحْـرابي وَ قَـلْـبي عـاكِـفٌ
في دُعَـاءٍ ، وَ انْـتِـظـارٍ ما انْـبَـرَمْ

هَـلْ وَقَـفْـنـا مَـرَّةً عَـنْ رَكْــضِـنا؟
كَيْ نَرى حُـبّـاً .. وَ فينا قَـدْ هَمَـمْ

كُـلُّ بَـثِّـي مِـنْ كَـليـمٍ فـي الثَّـرى
ظَـلَّ يُـوصي داعِـياً صَـدْري زَلَـمْ

إنَّ هٰـذا الْقَـلْـبَ ، مَـنْ يَكْـتُـبُ لي
بِـمِــدادٍ … مُـسْتَـشـيـطٍ بِـالْأَلَــمْ

بِـحُـروفٍ مِـنْ ضِيـاءٍ ما اخْـتَـفى
عِـنْدَ نَـظْـري بَـيْـنَ نُـونٍ وَ الْقَـلَـمْ

إِنَّ عَـــوْنَ اللّـهِ ، تُـغْــريـهِ الـتُّـقـى
كَـمْ بَـئـيسٍ فَاعْـتَلى شَـأْنـاً وَ كَـمْ

وَ عِـنـادِي ضَــمَّ صَـبْــراً وَ هَـــوىً
فـي رَخـاءٍ شـافَ غَـيْراً وَ احْـتَـرَمْ

هَـلْ مُـيُــولٌ لِاغْـتِــرابٍ حُــجَّـــةٌ؟
أَمْ كُـمُـونٌ في نُفُوسٍ مـا اضْـطَرَمْ

كُـلَّـمـا نـادَيْــتَـهُـمْ صِــدْقـاً ، بَـــدَا
كَـالصَّـدى بَـثِّـي لِمَـنْ فـيهِ الصَّمَـمْ

لا وُضـوحٌ فـي طَـريـقٍ … لا هُـدى
سَـوْفَ نَمْـضي في ظَـلامٍ لا جَـرَمْ

أَيُّـها الْإِنْسـانُ … قُـلْ لي ما جَـرَى
صِـرْتَ نِسْيانـاّ كَـأَنْ كُـنْـتَ الْعَـدَمْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى