جهاد أبو زنيد.. اختارت طريق الكفاح.. ومن حاملات طيب الحياة الحرة الكريمة
محمد زحايكة | فلسطين
كانت البداية في دخول جهاد ابو زنيد على “رادار” الصاحب كمراسل صحفي متجول يسعى إلى التقاط الأخبار والتقارير للصحيفة التي يعمل لصالحها وهي جريدة الفجر المقدسية.. عندما لاحظ صبية تتحرك كـ “الفريرة” وتنخرط في النشاط الوطني العام والنضالي مثل فراشة لا تكف عن الطيران وكفلفلة لا تتوقف عن الدوران والحرقان..
ورغم أن الصاحب لم تجمعه بها علاقة عمل أو وحدة حال تقتضي نوعا من التواصل اليومي أو المتتابع إلا أنه أدرك أنه أمام ناشطة ومناضلة قوية الشخصية تسعى باقتدار ومثابرة كي تكون لها بصمة وشخصية قيادية نسائية لها حضور وتملك مهارات القيادة الشعبية وحنكة العمل السياسي من خلال مركزها الذي وصلت إليه كعضو نشط ومثابر في المجلس التشربعي الفلسطيني الذي تم تجميده نتيجة لحالة الانقسام السائدة والجاثمة على صدورنا مثل كابوس لا ينتهي.
ولا يمكن القول بأي حال من الأحوال إن طريق أبو زنيد كانت مفروشة بالورود بل على العكس تماما فقد اكتوت مثل كل الذين اختاروا طريق وحياة الكفاح والنضال بالسجن والاعتقال وعبور محطات التحقيق القاسية والملاحقات الأمنية الدائمة دون أن تتعب أو تكل أو تمل وبقيت حاملة شعلة المواجهة والمطالبة بحقوق شعب فلسطين في أرضه التاريخية بالرغم من حالات التراجع وفقدان البوصلة وحالة الجزر التي تضرب الحركة الوطنية في بعض المحطات والحقب المتلاحقة.
كان الصاحب يشاهد جهاد أبو زنيد وخصوصا في حقبة الراحل امير القدس فيصل الحسيني وهي تنخرط بشجاعة نادرة في صفوف الجماهير وخاصة في صفوف الحركة النسوية وتكافح ببسالة ومثابرة لتأطير النساء كي ياخذن موقعهن المتقدم في صفوف الحركة الوطنية والنضال والكفاح الوطني حتى تحرير وطنهن وبالتالي تحرير انفسهن من القيود والعادات البالية التي تهمش دور المراة ولا تسمح لها بممارسة حقوقها الإنسانية كإنسان كامل تماما كأخيها ورفيقها في الكفاح، الرجل.
وكثيرا ما كان الصاحب شاهدا على جراة هذه الإنسانة المناضلة في الميدان سواء قبل عضويتها في المجلس التشريعي أو بعد ذلك حيث إنها بقيت حاملة راية الكفاح ولم تمنعها ظروفها الأسرية من مواصلة دربها الذي اختارته عن قناعة تامة. ومن خلال استضافتها ذات مرة في صالون القدس الثقافي في الدار الثقافية في السنوات الأخيرة، بحضور صاحب الدار الباشمهندس سامر نسيبة أمكننا التعرف على مزيد من خصال هذه الإنسانة المكافحة والمطلعة على كثير من خفايا الأمور نتيجة مشاركتها في صنع العديد من القرارات الميدانية والشعبية وانخراطها في أتون الحراك الشعبي والمجتمعي العام مما أكسبها المزيد من الوعي والحكمة والخبرة في مقارعة أعداء شعبنا.
جهاد أبو زنيد .. من حاملات مشاعل الحرية وحاملات الطيب من النساء والفتيات اللواتي آثرن أن يكن في الطليعة وأن يكن بمثابة الشمعات أو الشموع التي تحترق لتضيء طريق الأخربن والأخريات على الطريق الطويل المعمد بالدماء والتضحيات حتى الوصول إلى شمس الحرية للشعب الفلسطيني عامة ولجمهرة النساء نصف الشعب خاصة.
جهاد ابو زنيد.. نموذج حي وفعال ويحتذى للصلابة والعطاء والكفاح والعيش من أجل الاخرين.. لها منا كل الاحترام والتقدير وباقة من زهور النرجس والفل والياسمين والاقحوان على روحها الوثابة وكفاحها المستنير .