قل يا أبي

المتولي حمزة | شاعر الصبار  | مصر

الليل في الطرقات أسير
وزجاج نافذتي كآمالي ضرير
ولدي ينام ويهزني في الليل مبسمه الصغير
وجه بريء وأنامل نامت معانقة لقائمة السرير
تتوجه الخطوات نحو سريره
أمشي في حذر
ليستقيم له السبات
أبصرت في تلك الجفون تساؤلا ً
سيقول لي أبتاه عذرك من أنا ومن أكون !!
بالله قول يا أبي من أنا ..؟
من صاغ لي يومي
ومن وضع السمات . .؟
ما سر ( صبرا ً ) كلما رددتها
تطفو علي الوجدان سود الذكريات
ما سر ذل بلادي بعد ولادتي قل لي يا ابي ؟
ما سر حذف الضاد من بين اللغات ؟
قل يا أبي ..
واسمح لصوتك أن يسافر
قل وانشر شجونك أنت شاعر
فالشعر ثورة أحرف والشاعر المطبوع ثائر
قل يا أبي ..
إن الحياة لمن بصرخته يجاهر
ولدي أتسأل أم تجيب ؟! لوقلت مافي خاطري
من أين يأتيك الحليب من يشتري لك دفترا ً
ويجود بالزي القشيب
وتنام تعانق أجزاء معصمك الحبيب
ولدي أتسأل أم تجيب ماذا سيفعل شاعر
باتت تسيره الخناجر
كلماته ..
قد أحرقتها نار أعقاب السجائر
همساته لو حلقت سقطت بأحضان المقابر
ولدي سألت معذبا ًوعليه أن يعطي الإجابة
أنت البديل عن الوطن صرنا بكل بسالة
جشعا ً وخاسر
ماذا تظن ؟!
أتقول صبرا ً إنها بعض المحن
وهي الدليل علي المحب إذا جبن
صبرا الخطيئة من يعادل بين من يهوي البنين
وبين من يهوي الوطن فهل فهمت ماذا أقول ؟!
وطني أُذل بعد أن طرد العفن
وجلست أذكر طيفها
أهدي لها ..
جمل المشاعر وولدت أنت ..
وكبرت أنت فتضاءل العشق القديم وصار وجهك
كالقمر وغابت حقائق غايتي مابين ميلاد وموت
والضاد ياولدي حطب نبني بأحرفها قصوراً للحسان
فتمزقت بأكفنا بين التملق والعتب
بين المديح القادر أو شب
مجهول النسب ..
وصف النساء بأنهن يد الأمل
فحديثهن حياتنا وكأنما التاريخ تصنعه القبل
ذكري تعيش علي الرفوف كأمسنا ياللعجب قولا ً
قولا ً فلامني غدت حطبا ً وحاملها حطب
هذا السرير كقامتي
فاهتز قولي السرير ..
وصحا الصغير نظراته فيها الكثير
خوف وحزن وحيرة وصوت الغضب
قبلته والليل ينظر والتلال نظراتنا متقابلة
جبل يحدق سائلا ً وجبليماطل سائله
الكل يجهل مايريد وأمة متخاذلة
عينان من حلم تحدق
وكأنما في صمتها دهر ينادي لا أصدق
هل صار يا إبني الرغيف هويتي عند المحقق
والزي هل يكفي كنهج قبل أن يكفي كمنطق
الرسم بضعة أرغفة والأرض وجه الأرصفة
الفكر صورة والدي والرأي ..
أم مترفة ..
إني أريد هوية فيها رسوم مدينتي
فيها دمي ورموزه وأريج طيف حبيبتي
من قال إني عائد إلي موطني فالخبز سر هزيمتي
كوب الحليب وسيلة ماذا يضر
إذا ( أنا ) ..
غيرت وجه وسيلتي
رمل الصحاري والسهول أرضي تصوغ مسيرتي
لا لن أنام ولن أظل حبيس حائط لقمتي
غيرت الواني ليرضي تاجر
الإحساس عني ..
ودفنت حزني في الحروف
وفي أناشيد التمني
لم تكتمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى