تغريد في ظل سقوط النظريات
يونس العموري | فلسطين
وسقطت نظرية المفاوضات والتفاوض والحوار مع الآخر، وسقطت نظرية الاشتباك الدبلوماسي بالمحافل الاممية والإقليمية، وسقطت نظرية ملاحقة العدو قانونيا، وسقطت نظرية المقاومة الشعبية الاحتجاجية السلمية، وأُسقطت نظرية المقاومة مفتوحة الخيارات وباتت بأعراف قوانين ومفاهيم أمراء الواقع عبثية غير مجدية، وبالتالي تمادى الاحتلال وتغوّل وتضخم وبات غير قابل بالمقبول بالأمس واضحى يضع الشروط ويفرض القوانين الناظمة للعلاقة مع كيانات الضحايا ويفرض شكل وطبيعة وحجم العطايا وفقا لمدونة السلوكيات الجمعية الجماعية لجموع الهنود الحمر الجدد في الارض السمراء، واتضح باليقين ان الرأي العام الدولي كذبة كبرى في عوالم ارتباط المصالح، وما يسمى بالقانون الدولي ما هو الا نكتة بلهاء يتم تفعليها بوجه شعوب الشبرة الصفراء والسمراء، وما زلنا هنا بالنظريات البائدة نراهن على اقطابها والكل يعلم بدوي هذا السقوط، وارباب القيادة القاعدة رغما وارغاما تفرض نظرتها ونظريتها علينا وترفض مغادرة اوهامها، وتظل المراهنة الخاسرة مستمرة كلعبة مقامرة بمصير حق تقرير المصير والقبول غير المباشر بالأمر الواقع الراهن، والراهن يعلنها بهذه الأيام بتغير منظومة النظام العالمي وبوليس العالم (أمريكا) لا تملك 99% من ارواق اللعبة الدولية كما تعتقدون يا سادة الحل والربط هنا في بوتقة قيادتنا.
ونعتلي منصة الصراخ، ويعلنها كبار سدنة المعبد منادين بضرورة الاصطفاف خلف رفض صفقة الصفقات للعصر الجديد في ظل التموضع الحديث لانقلاب مفاهيم التصدي والاصطفاف واعادة التمركز وفقا لمفاهيم مراكز القوى المتخندقة في ظل الحسابات الدقيقة لارتباط المصالح وتدوير الزوايا والرؤى بما يخدم قادة محاور الخير والشر، وقد يصبح الشر مقبولا قابلا مقولبا للعبور لدهاليز صناعة القرار، والقرار هنا نسبي بما يتناسب وسياسات التغول وخلق فزاعات كرتونية وخلق ألهه من تمر تُؤكل ، وقداستها لحظية فالمقدس حلم متلاشي وضائع وسط الضياع ذاته ، فقد داستنا بساطير القداسة، واصبحت احلامنا مجردة من جماليتها وتحولت الى كوابيس تثقل عليهم رغد العيش في الأبراج المُشيدة عند اطراف المدائن المقهورة الساكنة الساكتة والمشوهة معالمها واضحت بلاستكية التكوين منزوعة الروح هلامية الشكل لا تحتمل اطفالها العابثين في ازقتها وقد تلفظهم بلحظة الضيق والاختناق ..
تزدحم الدعوات للرفض والعصيان من قبل سادة منصات الخطابات والكلام الاعلامي المنمق والموزون والمتوازن ، وتمتلئ الحانات وسط المدينة الصاخبة بهوس ارباب النظريات الثورية لحرية الرأي والتعبير وديمقراطية الفعل والفعل المضاد وذوي المناصب العليا بالأحزاب الشمالية ذات التوجهات اليسارية المختلفة جذريا مع الاحزاب الجنوبية اليمينية البالية كما يقولون ، والدعوة لوحدة الالتقاء والحوار مع اليمين ويبقى التمركز بالوسط وابتزاز قادة العسس واحدة من ابرز مواقف انتهازية اليسار اذا ما استطاع الى ذلك سبيلا، ومنظمة التحرير المسكينة الساكنة المتلاشية من على صفحات التأريخ الجديد لكُتاب التاريخ المعاصر ودراسة الحركات الاجتماعية المتغيرة تُستدعى وقت الحاجة والاحتياج وصفقة القرن لن تمر لطالما ان الممثل الشرعي والوحيد مُستدعى وقتما نشاء وبالتوقيت الذي نشاء، وكان قد قال أحدهم (وأقتبس هنا) (إن أية دعوة خارج إطار منظمة التحرير لمواجهة المشروع الأميركي الأسود، تأتي في سياق أوهام البدائل لتشكيل أطر في جوهرها تستهدف منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا. وان كل الجهود التي تبذلها إسرائيل عبر المشروع الاميركي تهدف لنقل الانقسام الى حالة انفصال لتمرير صفقة القرن وإنشاء كيان سياسي للفلسطينيين في قطاع غزة مواصفاته أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي، وأن هذا الانقسام تمت صناعته للوصول للحظة الانفصال في سياق مشروع معادي لشعبنا في محاولة لشطب فكرة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا. وان منظمة التحرير لن تغلق الباب امام المصالحة لأنها الحل الوحيد لمواجهة المشروع الأميركي الأسود.).. (انتهى الاقتباس) … والسؤال الفارض لذاته هنا لطالما هناك وعي صارخ بهذه الحقيقة فلماذا لا يكون الانجاز الفعلي لمنظمة التحرير واعادتها الى الواجهة وتمتين جبهتها وإعادة ما سُلب منها ونفض غبار التكلس عن مؤسساتها وفعلها واحترام كينونتها وتمثيلها وممثليها، واعادة هيبتها كمنظمة نضالية ثورية مؤمنة بالفعل الكفاحي بمختلف خياراته ووفقا لتطورات الصراع، وكحاضنة للكل الوطني المؤمن بميثاقها وانظمتها ولوائحها بعيدا عن الهرطقات والهلوسات السياسية التي اضحت جزءا من يوميات الواقع السياسي الراهن، حيث انفلات الأقوال الصادرة من الكل المتربع على عرش منصات الكلام السياسي الأجوف، والجماهير غارقة بهموم اللحظة والخبر العاجل ينتظره الجميع بضرورة اعادة صرف الرواتب كاملة دون نقصان، وقد يتحقق الإنجاز وبالتالي نكون قد أنجزنا معادلة الوجود بتحقيق الأمل المنشود بعودة معادلة الاستقرار في أتون فعل الصمود لتعود الحانات والمقاهي بعاصمة السراب الى الازدحام، ولعودة نسوة المجتمع المخملي لممارسة فنون النميمة واحياء مهرجانات التضامن وارتداء الثياب المطرزة من وحي التراث ، والجلوس بالصفوف الامامية في حفل التأبين والتضامن مع فقراء الآزفة والمطرودين من يوميات الوطن الجميل.
ففي ظل سقوط النظريات والافلاس عن التعاطي ومعادلة الاعتداء والعدوان لا سبيل الى اعادة التمركز مرة اخرى وخلق وابداع فعل جديد على قاعدة القديم الفاشل، اذ لابد من اعادة الاصطفافات من جديد على قاعدة اعادة الامور الى نصابها وحقائقها من خلال المعادلات الاولية دون اللجوء الى التهجين والتدجين للواقع ولا بد من إطلاق معادلة الوجود الفعلية، فالصراع ما بين الخير والشر قائم ومعاودة الانتفاض والنضال لإعادة الفلاح المتمرس والمتخندق في ارضه وحقله فهو الوحيد القادر على الابداع في التصدي للعدوان.. لينبثق الصبح الآتي، وليكن الوقوف للنشيد الوطني المطوي في عتمة النسيان، وقفوا ولا تنسوا أو تتناسوا، فالكبار وان ماتوا، حكاياتهم لن تموت والصغار حينها فقط سيرتلون الحكايا بأهازيج القداسة، فإنشروا سنابل الوطن على الأرض وتذكروا..