طلاسم كونية

موزة المعمرية

حاولت كثيراً تغيير مُجريات قدري, ولكني وقفتُ عاجزة أمام ذلك, بل ربما وقف القدر بحد ذاته عاجزاً أمامي, لم تكن لحظة انكسار تتلوها غيرها لا, بل كانت مجموعة انكسارات تتلوها أخرى, هي مُفارقات حياتيه, هي أزمات, هي طلاسم كونية مُبهمة, غير مفهومة, لا ملامح لها, لا خرائط, لا أشياء مقروءة, نحن فيها كتلك الذرات الهائمة في تلك الثقوب السوداء العملاقة, دوامة كبيرة تجرفنا معها, لا إلى القاع وسُحقه كي نتنفس الموت, ولا إلى العُلي كي نتنفس بعضاً من الحُرية, نُريد الفهم ولا نفهم, نُريد التغيير ولا يتغير شيء, لأن مفهوم الحكمة الإلهية خارجاً عن نطاق إدراك بصيرتنا البشرية المحدودة الإدراك.

ولكن وبرغم كل ما نمر به من أحداث علينا أن نستسلم لحكمة الله في تدبير شؤوننا جميعاً, هو الخالق, المدبر, العالِم, هو يعلم لجميع أمورنا ولا نعلم, لذلك علينا بالاعتراف بالمُسَلمَات, وأن نوقن بأن وراء كل ما يحدث لنا, ولا يحدث, هناك حكمة, سواء تداركناها أو لم نفعل, فكله خيرٌ لنا.

بكَ أستبيحُ مُرَّ الزمانِ وعَلْقَمَهْ

وبكَ أقوى مع اليقينِ وأعظمَهْ

///

وبكَ أحيا, أعيش, أحلم بأجملهْ

اليوم حزنٌ, وغداً أطمع بأسعدهْ

///

يا عظيماً بالكون متى أرى ما أرغبَهْ

تَجَملني بالصبر فقد طال ما أُبْصِرَهْ

///

لولاك ولولا إيماني بعظيم ما تَصْنَعَهْ

لغزا مس الشيطان قلبي ومالي مَقْدِرَهْ

///

على كيدهِ وبداخلي نطفةٌ بأسوَدَهْ

قد حار عقلي وحيَرَتني الطلاسِمَهْ

///

وحار شتات فكري وما أبغِيَهْ

يا ربي إني خلقٌ ضعيفٌ وما تدريَهْ

///

فلا تكلني لنفسي ونفسٍ دانِيَهْ

واجعل لي من لدنك سلطاناً ذاك ما أبغيَهْ

///

واجعل لي من رُحماك سُلمَاً عالِيَهْ

واحفظ لي من جِنَانِك سُقُفاَ عالِيَهْ

///

وزبرجدَ, وأساورَ, وسُرُراً لِحَافُهَا ناعِمَةْ

وإستبرقَ, وحريرَ, وعنباً قُطوفها دَانِيَةْ

///

وقصراً مشيداً ومُلكاً غاليَةْ

ورحمةً منك أرجوها صُبحاً ومساءاً سواسِيَة

///

واغفر لي, وما غُفرانُكَ بالهِبَةِ الهَينَةْ

طالباً إيَّاك فلا تُخَيِّبْ رَجَاءِيَهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى