ذكرياتي تتمرغ في الفراغ
د. أمجد ريان | شار وناقد مصري
ذهب الليل طلع الفجر والعصفور “صوصو”
..
من المطبخ أرسل لكم تحية طيبة
من بين الأواني
والأكواب
والتقلية التي على النار ،
وهناك دائماً أحاسيس نظل نعرفها ، ولا ننساها أبداً :
مثل بعض أغاني الأطفال
نتذكرها بين الحين والآخر
ومثل ذكريات “المراجيح” و”الزقازيق”
ومثل ذكربات المطابخ :
والآنية المغطاة التي يتصاعد منها البخار
وأنا دائماً
أحاول أن أعثر
على كل ما يمكن أن يمنحني القوة
ولكنني أنا المجهول لأقصى درجة
أظل أعاني طوال اليوم
من وقع المرارة في حلقي .
.
في كل مكان ، وفي كل كلمة
ستجدونني
غارقاً لـ”شوشتي” في العتمة
ماشياً في طوابير لا آخر لها
وهذه هي الحياة ،
وبالمناسبة ستجدون على شفتي
معان كثيرة جداً ، لامعنى لها البتة .
.
وبعد الفجر في الضوء الرمادي
وقبل ظهور الخيط الأبيض ،
ستعزونني في وفاة ذاتي
وعندئذ سأخلع ملابس الخروج
التي كنت نائماً بها
لكي أرمي بها فوق حافة السرير
وأمامي وجبة الإفطار التقليدية ،
ولدي إحساس ذريع بالفشل .
.
فقدت المرح الرقيق “بتاع زمان”
فقدته تماماً ،
وأحس بأننا لم نفهم الإنسانية حق الفهم
وأن ذكرياتي تتمرغ في الفراغ