ثبات طعم القهوة .. وتغير طعم الجريدة؟

جمال أمين همام | كاتب صحفي مصري


لسنوات كانت هناك متلازمة صباحية .. قراءة الصحف مع القهوة في الصباح .. للقهوة مذاق ورائحة تتماهى مع مذاق ورائحة الجريدة .. ظلت هذه المراسم عادة يومية منتظمة لا تتغير .. لكن أدوات العصر فرضت واقعًا جديدًا ولم تعد الشخصية الثابتة موجودة للصحف .. كما كان لكل جريدة شخصية بحيث ممكن تعرفها دون أن تقرأ أسمها، فقد كانت تحافظ على شخصيتها الاعتبارية .. فقد ترددت الأهرام كثيرا في إدخال الألوان حفاظًا على الهوية ولم ترضخ للإعلان بسهولة .. وجريدة الشرق الأوسط ظلت تطرح مقترحات تغيير ترويسة الصفحة الأولى على القارئ لمشاركته في التحديث حتى يكون التحديث بموافقة القارئ نفسه لأنه مرتبط بشكل جريدته .. أما الآن ومع جريدة الموبايل وجوجل فلم تعد الصداقة موجودة بين القارئ والورق، ولم تعد هوية الجريدة تعنيك، بل لم يعد مضمونها يغريك، ولم تعد تبحث عن الثوابت التي كنت تتبحث عنها وفق أولوياتك في القراءة.. وفي التليفزيون كان المشاهد ينتظر نشرة الأخبار مع أحمد سمير ومحمود سلطان عبر الشاشة وكل واحد منهم له نبرته وشخصيته .. وفي الإذاعة كانت النشرات المجدولة على إذاعة البرنامج العام بنبرة دامغة تؤكد أنك تستمع للبرنامج العام على الإذاعة المصرية دون أن يقول مذيع الربط أشهر جملة في التاريخ الإذاعي (هنا القاهرة) .. وكانت نشرات أخبار الإذاعة المصرية بطعم صوت صبري سلامة .. على خليل .. احمد وهدان .. ياله من إعلام .. ويالها من متغيرات عصفت بكل الثوابت ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى