سنلغي زمن الهزائم

نهى عمر | فلسطين 

ضاقَ الصدرُ
بِما يحمله من هَمّ
وغادَرَت طيورُ الحبّ قلبي
احتَلَه شيءٌ بَغيضٌ،
أو غَريب
لا شيء منه يُشبهني
لهيبهُ الكريهُ
يكاد يَلسَعني
تَبَدّلَ شُروق الشمس
كَما لو أنّها تَعتادُ المَغيب
لا الزَهر شكله زهرٌ
ولا لونه جميلٌ،
ولا عطرٌ يفوحُ
فَيُهدَى للحبيب ..!!
امتَلَأَت بالأسى روحي
بِنَدَباتٍ
كَآثارِ الحُروب
وغَمَرَت قلبي
أكوامُ الرُكود
أو جبالُ أحقادٍ لا تنتهي
فِكيف لها أن تُمحَى
أخاديدُ النُدوب ..؟؟
وهل تَمحُ يا ربُّ
الذنوب ..??!!
كَثُرَت أسبابُ الكآبةِ
حَفَرَت كُلّ وَريد
ورِحالي ..
أَناخَت رِكابَها،
وصَبري نَفَذَ
لم يُقَدّ من حَديد
لكنّ رُكامه
كما رملُ الكَثيب
تَوَغّلَ القتلُ في عُمق القُلوب
يَرتَدي ثوبَ الأَناقَةِ القاني
فَتَداعى الخوفُ من لَهَفٍ
يبحث عن مَنافِذَ للهُروب
الوقتُ داهَمَ الأحرارَ عِطاشاً
والماءُ هَرَبَت مَنابِعهُ ..
إلى عُمقِ الصحاري
أعياها النِداءُ
هل مِن مُعيد ..??!!
أيّها الوطن المُدمَى
مذبوحاً … مُسجى
في الصباح،
وعند الظَهيرةِ
وفي سُوَيعات الغُروب
أعِد لِقلبِكَ طيورَ الحبِ والشوق
ولا تَأبَهَ ..
لِقُطاعِ الدُروب
ولا تَدعَ التَرَهُّلَ ينمو
في أعشاشِ حُبك
أو يَثني عَزائِمَ العَنادِلِ
في ثَناياك
دعها تصدَحُ غِناءً عذباً
لا نَحيب
أعطِ لِلقَوادِمِ .. لِلذاتِ قوة
لِتُواجِهَ الإعصارَ،
أو تُلغي الهُبوب
بِإرادَةٍ منك وعزمٍ
تُحاصِر بُوّاقَ الشُعوب
توقِعُهم على أبوابِك صرعى
لِتنعمَ بِدفءِ المَشاعِرِ
بالنصرِ القادِم
بعد أن أقسمَ الثَلجُ ..
أن يذوب
ويُلغي
نُلغي
زَمَنَ الهَزائم،
وكل الحُروب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى