بعث نبي
جمانة الطراونة | الأردن
بشارةُ اللهِ فوقَ الكشفِ والحُجُبِ
فالوعدُ مكّةُ والميعادُ بعْثُ نبي
|||
وليلةٌ غيّرتْ مجرىَ الحياةِ؛ بها
أطلّ مثلَ ضياءِ الفرْقدينِ صبي
|||
عِدْلُ انْبلاجِ صباحٍ ليسَ يعْقُبُهُ
ليلٌ فما الشمسُ إلّا وجهُهُ العربي
|||
مِنْ “أوّلِ الطّلْقِ”حتّى”جاءها ولدٌ”
وشيبةُ الحمدِ بين الخوفِ والنَّصَبِ
|||
دعواهُ -والعروةُ الوثقى بصيرتُهُ-
ياربُّ يا ربُّ مَنْ ناجاكَ لمْ يَخِبِ
|||
وكلُّ هاشم ترنو نحوَ آمنةٍ
بلهفةِ الحالمِ الملتاعِ والتَعِبِ
|||
متى يجيء؟! كأنْ لمْ تحبلِ امْرأةٌ
مِنْ قبلها وأتى الموعودُ بالأربِ
|||
“محمّدٌ” هكذا سمّاهُ بارئهُ
و”أحمدٌ” مثلما قدْ جاء في الكُتبِ
|||
يا صنوَ مريم في المحرابِ ما شَرُفتْ
أمٌّ بأعظمِ ممّا نُلتِ مِنْ رُتبِ
|||
إذْ ليس حُلْماً ولكنْ رؤيةٌ صدقتْ
فقد تبدّتْ قصورُ الرومِ عَنْ كَثبِ
|||
إنّ اليتيمَ يتيمُ الأرضِ تكفلُهُ
كفُّ السماواتِ لا يدري عنِ الرَّهَبِ
|||
وما ” حليمةُ ” ركنُ الحبِّ مرضعةٌ
لكنّها أمّهُ الأُخرى فلا تهبي
|||
مُذْ شقَّ جبريلُ صدرَ المصطفى ومضى
ليغسلَ القلبَ في طستٍ مِنَ الذهبِ
|||
ولمْ تزلْ فطرةُ المختارِ ناصعةً
بيضاءَ مِنْ دَنَسِ الشيطانِ لمْ تُصبِ
|||
مُذْ كانَ طفلاً ترآى مِنْ كرامتهِ
للناظرين بما يدعو إلى العجبِ
|||
يمشي تظلّلُهُ الغيماتُ ؛ أيُّ فتىً
هذا الذي عنهُ عينُ الّلُطفِ لم تغبِ؟!
|||
مباركٌ قبلَ أنْ يأتي فكيف وقدْ
أتى كما لم يدُرْ في بالِ مُحتسبِ؟!
|||
كأنّما الخصبُ معقودٌ بأخمصهِ
فحيثما سارَ جادَ النخلُ بالرُطبِ
|||
لا يَسألُ الغيمَ عَنْ أمطارهِ فعلى
كفّيهِ قد ولدتْ نضّاحةُ السُّحُبِ
|||
كان الذهولُ دليلَ العارفينَ بهِ
نحوَ اجتيازِ قِفارِ الشكِّ والرّيَبِ
|||
فالمنطقيُّ يرى والعين شاهدةٌ
أنْ ليس ثمّةَ للإنكارِ مِنْ سببِ
|||
مَنْ نَصّفَ القمرَ الوضّاءَ يمكنُهُ
أنْ يخطفَ الشمسَ في ترميشةِ الهُدُبِ
|||
فريشة النّسرِ تعلو صدرَ “حمزتهِ”
أقوى مِنَ السيفِ في يمنى “أبي لهبِ”
|||
و”أمّ أيمن” بابُ الخير تمنعهُ
بخشية الأمّ مِنْ “حمّالة الحطبِ”
|||
والغارُ ما الغارُ إلّا خلّةٌ ختمتْ
سِفرَ الرّفاقِ وخطّتْ آيةَ الصُّحَبِ
|||
“وثاني اثنينِ…” لمْ تُقرأْ على أحدٍ
إلّا ترضّى عنِ ” الصدّيقِ ” في أدبِ
|||
يا زمزمَ الغَرفة الأُولى متى كَشَفَتْ
عَنْ سرِّها للعطاشى شيخةُ القِرَبِ؟!
|||
فمذ تدلّتْ عناقيدُ الرؤى ونمتْ
فسائلُ البوحِ لَمْ أفطنْ إلى العِنَبِ
|||
قَرَابةُ الحرفِ بالخنساء تجمعُني
فرابطُ الشعرِ كفؤُ الدّمِّ والنسبِ
|||
و قيلَ “يحتاجُ روحَ القدْس مادِحُهُ”
فَقلتُ “حسّانُ شيخُ المادحينَ أبي”