كذب

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

صدري فارغ
ولا أصبع حرير يمسد زغب روحي
الصباح كالصنبور يشرشر
في إناء يفيض بدوره
تقرقر جعبة البالوعة
لا أحد في المقهى
النادل يرش أغنية قديمة
كمبيد معطر في الزوايا
طاولتي تشغلها امرأة غريبة
هزيلة
من نقر هاتفها تبدو حادة الطباع
ليس لها أثداء تشبه عمال الاتحاد السوفياتي في الأفلام أيام الإشتراكية
يشير للنادل أن اصبر
أو عد غدا باكرا
أعود أدراجي إلى كرسي تحت ظل عمومي
أفتح صفحة من صحف الشعر
يجاورني مجنون
يسب الهواتف الذكية والنت والألعاب الإلكترونية، والجو المتجهم، ونفسه،

وشوارب العرب
كذب
الدنيا كذب
ينهض مهرولا
يعود يسلمني قصاصة
ينصحني بعدم قرائتها
لازالت المرأة تشغل طاولتي
يشغلها نقر الحمام
للحب..

|||

أنا متأكد أن لا أحد سيقرأ هذرك هذا
عن سلالم الطين في الأحياء الشعبية
وقطر النوء في المواعين في المطبخ
ينتظر معك على عتبة مرقع دواليب الدراجات الهوائية
يمشي كثيرا كثيرا حتى تتشقق وتنزف حوافيره
لكسر الظلم والظلام وقصص الخوف
والكوابيس
وجلب الماء
والحطب
لطهو البغضاء و الكره والغل
والقوانص
والخبز
والشاي المجفف ليعاد طهوه
عن ألوان الأبواب
والكسور الخارجة عن نطاق النص
عن المنهدة الحمراء المرقعة مائة مرة
عن حب الشباب
عن الاستحمام في المطبخ
عن الأعراف والعادة السرية
عن كتب وروايات الحب المتداولة سرا
وأغاني خوليو و عبد الحليم بين العشاق
عن التردد في أن تختصر من الشارع الرئيس
إلى وجهتك عبر بعض الشوارع الجانبية
عن البصل والحليب في وجبات الكادحين
عن الخدمات الاجتماعية المعدومة
عن فيروس كورونا
عن الغولة
عن حياتك لو لم تكن فيها امرأة
عن القصيدة … .. …

|||

الحادية عشرة وخمس وخمسون دقيقة

في المقهى
عند سور الحديقة
في الشارع
في الجبانة
في غلاف مجموعة شعرية
في خبر عاجل
على الرصيف
في المصلى


صار لي أحفاد
ولم تتغير أرقام الساعة الإلكترونية
منتصف النهار بالضبط
في هاتفي النقال
مفتوحة دفة النافذة
يغطي الفراش البني السياج البعيد
لا نعيق في الأجواء
ترى أين الغراب الغريب ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى