مدوّنة الأيقونات

ركن الدين يونس | العراق

     الأيقونةُ.. بمعناها المقدّس، علامة ملموسة ذات مردود روحاني ايجابي.. وهي تنطوي على فاعلية موثوق بها..لها بُعدها التاريخي ومرجعياتها المتراكمة.. وهي في الحياة الحديثة مفاتيح يفضي الى عوالم تتاح لنا لأول مرة بفضل تكنولوجيا المعلومات.. وهي مفتاح لفك شفرات وأبواب قلاع موفية..

      الأيقونة إذن: بُعدها رمزي يلتقي بالشعري ويؤازره..ومن هنا كانت التفاتة الشاعر د. وليد جاسم الزبيدي مهمة وجادّة وجديدة في استقراء المرجعيات التي شكّلت وعيه كفرد ضمن جماعة يريد أن يمحو عنا صفة الأفتراض .. لم ينفصل وعيه (في تصوره) عن وعيها وهنا التماهي الممض الذي يحاول الشاعر توكيده والحفاظ عليه بالشكل الكتابي الجديد الذي يقدمه من خلال مدونته (أيقونات على مكتب الذاكرة) مقترحاً صورة للتغيير الذي لا يتم إلا باعادة انتاج المعنى من النصوص/ الرموز.. وإذا ما تأملنا في الأيقونات التي عنون الشاعر صفحات مدونته سنرى تنوع العلامات وتعدد مرجعياتها في العلم والأدب والفن والدين والقومية ، فأيقونة –أبو القاسم الشابي- علامة عربية طبعت جيلا بكامله بفكرة الثورة المرتبطة بارادة الشعوب، وكذلك الأيقونات الأخرى المفتوحة على التأويل التي يفضي بعضها الى مرجعيات دينية مهمة كان لها دور في تشكيل الوعي بضرورة السلم الاجتماعي وتعميم خطاب المحبة والجمال ، ومنها أيضا أسماء كبيرة تحمل مدلولات راسخة من بناء الذائقة الجمعية والمعرفية للمجتمع العراقي..

      من الواضح تماماً إن الخيط الذي كان دافعا لإبتكار وكتابة تلك المدونة والذي يربط بشكل حقيقي بين الأسماء التي وردت وتحولت بفعل القراءة المختلفة المقترحة من لدن الشاعر الى أيقونات .. هو الوعي /الثورة بمفهومها الفكري ، العقلاني المختص في تثوير البنى الأجتماعية والمعرفية..

    إنها بحق (مدوّنة الأيقونات) هي الشجرة التي أثمرت بشكل طوعي عن جيل متطلع الى السلام والمعرفة والجمال .. وما يلقيه تطلعه من ظلال طيبة على الحياة.. وهذا ما يقترحه الشاعر وليد جاسم الزبيدي الشاعر والإنسان..!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى