الكتابة الحياة

حياة حسين البوسالمي | تونس
كان علينا أن نكتب عن عالم لم يولد بعد؛ عله يكون أجمل من عالمنا، علنا نمنح القارئ لذة الحياة وطمأنينة النفس، لِمَ علينا أن نشعل الورق بوجع ماعادت الحروف تتحمله؟ هزيمة أمة… هزيمة وطن… هزيمة إنسان في عالم قذر… كلها هزائم والحرف تعوَّد على النصر.

أخذت قهوة هذا الصباح ووضعت دفتر الكتابة أمامي… حمى الكتابة اضجرت نومي… آه لو تعرفون هذه الحمى.. قاتلة إن لم تحمل القلم وتحولها إلي نص… نص غريب وفريد وعنيد… أليست الكتابة عنادا وتمردا.. أليست وطنا مغايرا لا يدخله إلا المحمومون….. ؟! سنكتب لا لنحيا نحن فحسب… سنكتب ليحيا الإنسان أيضا… كلما عانق القارئ حروفنا تنفس الحياة.
الكتابة الجديدة أو ما أطلق عليها الكتابة الحياة صارت ضرورية في زمن يقتل ويغتصب ويئد الإنسان بشتى الأشكال.
الكتابة الجديدة أو ما سميتها الكتابة الحياة مهمتها أن تنفض الغبار عن وجع القارئ وأن تمسح الجرح بالحرف وتداعب القلب بالكلام وتضاجع العقل بأجنحة لسمات متفردة نجمها وطن جديد لإنسان مل الرحيل.
نحن لا نبشر بدين جديد وإنما نبشر بحرف جديد يركب الحياة في زمن أصبحت الحياة فيه تباع بثمن رخيص.
كلهم يتسابقون… مؤامرات وحروب وخيانات وعولمة طافحة وجنون هستيري اسمها السيطرة… عام مُنْهَك ومنهِك… مُربِك ومربَك وعلى الكتابة أن تخلق توازنا جديدا لذوات ملت هذا الارتباك وهذا الضجيج…… أطلقت عليه مشروع الكتابة الجديدة أو الكتابة الحياة من كاتب إلي قارئ يبني عالم الحياة ندا لعالم الموت والخراب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى